
فريق البوصلة-اليمامة الجديدة
في بيتٍ مهدم وسط حي مليء بالركام في قطاع غزة، يجلس أبو طارق، أب لأربعة أطفال. فقد عمله وكل مصادر دخله منذ بداية الحرب، وصار يومه يبدأ وينتهي بالبحث عن أي شيء يسد رمق أسرته.
حين يحل الليل، يشتد الجوع بأطفاله: بطونهم الفارغة تقرقر، شفاههم اليابسة تتشقق، وأنفاسهم تثقل. يبكون أول الأمر، ثم يذبل صوتهم شيئًا فشيئًا حتى يغلبهم النوم.
يقول أبو طارق:
“أن تنظر لطفلك وهو يبكي من الجوع… ثم يصمت كي لا يُشعرك بالذنب ، هذا موت لا يُرى”.
قبيل الفجر، يخرج أبو طارق منهكًا من الجوع والحرب والنزوح المتكرر، يبحث عن كسرة خبز أو مساعدة. يتنقل بين الطوابير والمراكز، يشم رائحة الطعام في التكية، لكنه لا يناله في كثير من الأحيان.
وفي المساء، يجلس بين أطفاله الأربعة يوزّع القليل الذي حصل عليه: علبة فول وربطة خبز. يحاول أن يخفي دموع القهر والعجز بابتسامة مرهقة، فيما يأكلون بصمت وينظرون إليه بامتنان، كأنهم يقولون: “لا تقلق، نحن بخير”.
لكن أبو طارق يعرف أنهم ليسوا بخير، وأن الجوع ضيفهم الدائم، ما دام منع إدخال المساعدات قائمًا.
إخراج:
أمينة إبراهيم(صانعة محتوى بحرينية)
سارة مختار(فنانة جرافيكية بحرينية)
نص بقلم: هدى العمراني(صحفية مغربية)
تعليق صوتي: طارق شناعة( فنان فلسطيني)
ترجمة: ميرا عيسى( صحفية لبنانية)
لمشاهدة رسالة شباب “البوصلة” الثامنة ضمن حملة “غزة تموت جوعاً”، يرجى زيارة الرابط :
https://www.instagram.com/p/DOXEOeaksEh/


