
النص العربي:
قربان نزوتي وانتحارك
للشاعر: جواد العقاد
ترجمة: رياض عبد الواحد
اصعدي معراجَ المراثي إلى “أوليبِ” الموت
لا آلهة تحرسُ الأقدار
لا ملائكة يُخْلِصون لحزنكِ الكامل،
اشتعلي بي
تهبُ البلادُ من ناركِ وجراحي
يتخلصُ العالمُ من أفكارِه السوداء عن المعشوقاتِ والشعراء
لستُ مُخْلِصاً أو مُخَلِّصاً لأكون قربانَ نزوتي وانتحاركِ
أنا ضحية الخيال،
ضحية اليقين…
مدَّت مدنُ الهلاكِ قلبها لشاعرٍ يتلاشى في هزائمه
وجرَّبتُ الموتَ!
جرَّبتِ الموتَ؟
(أطلقتُ بحراً إلى صحرائي
راحت الموجات إلى سواحلِ بلادي في صدركِ
عذبٌ صار البحر
ومُعذبٌ جسدي
أحمرُ صار البحر
أزرقُ جسدي.
تعال نموتُ معاً، قالتْ
ثم ذقنا القُبلاتِ مرَّةً في ليالي الفرح، شهداً في ليالي النار).

الناقد العراقي رياض عبد الواحد
الترجمة إلى الإنجليزية:
The Offering of My Vagary and Your Suicide
Text by: Jawad Al-Aqqad
Translated by: Riyad Abdul Wahid
Climb the spiral of lamentations to the Olympus of death,
Where no deities watch over destinies,
No angels pledge allegiance to your flawless grief.
Set yourself ablaze with me,
Let the earth rise from your flames and my scars.
The world casts off its shadowed musings of lovers and bards.
I am neither devout nor redeemer to be the offering of my desires and your undoing.
I am a martyr to dreams,
A martyr to certainty…
Cities of ruin stretched their hearts to a poet dissolving in his defeats.
And I have sipped death!
Have you sipped death?
(I unleashed an ocean into my barren sands,
The waves retreated to the shores of my homeland within your breast.
The sea turned sweet,
And my flesh turned to torment.
The sea bled crimson,
And my body wept azure.
“Come, let us perish together,” she whispered.
Then we savored kisses once in nights of joy, nectar in nights of fire.)
التعليق النقدي:
يتمحور النص حول جدلية الحياة والموت، الحب والفناء، اللذة والألم. لكنه يتجاوز المباشرة في التعبير، مستخدمًا لغة رمزية تتشابك مع الأسطورة، مما يمنحه عمقًا فلسفيًا ووجوديًا.
اختيار “أوليمب” كموقع رمزي يضعنا أمام مشهد مقدس/كهنوتي للموت، حيث يصبح المكان فضاءً شعريًا يتداخل فيه الزمن (الحاضر والماضي والميتافيزيقي).
التركيز على موتين: موت معنوي وتجربة محسوسة للموت، مما يُعمِّق الإحساس بالتحول والاضمحلال.
النص لا يتبع بناءً خطيًا؛ هناك نوع من التشتت المتعمد، حيث ينتقل بين التأملات الفلسفية (لا آلهة تحرس الأقدار…) والتجارب الحسية (أحمر صار البحر…). هذا التشتت يخدم الفكرة العامة لكنه يحتاج مزيدًا من التنسيق لتجنب فقدان التركيز.
يركز النص على ذاتين: ذات المتكلم (الشاعر) والمحبوبة، في علاقة غير متكافئة. المحبوبة تُقدَّم بوصفها قوة محورية (تشتعل/تهب/تقول “تعال نموت”) بينما الشاعر يبدو ضحية (لخياله/ليقينه).
الإيقاع الداخلي للنص متماسك في بعض الأجزاء لكنه يخفت في أجزاء أخرى. هناك عدم انتظام بين الجمل الطويلة (أطلقتُ بحرًا إلى صحرائي…) والجمل القصيرة (جربت الموت).
النهاية قوية من حيث التصوير الحسي. الدمج بين “القُبلات/النار/الفرح” يعبر عن ذروة العلاقة بين الحياة والموت.
لكن: الجملة الأخيرة طويلة نسبيًا، ويمكن تفكيكها إلى عبارات أقصر لإبراز التأثير الدرامي.
المتلقي يحس بافتعال الغموض لخدمة النص لكنه لا يضفي على النص متانة ورصانة. المهم النص يشي بقدرة الشاعر على امتلاك ناصية الشعر لكن عليه الابتعاد عن التكلف والسريالية غير المبررة.


