NKRISLOT : SITUS SLOT777 WEBSITE PENCETAK REKOR KEMENANGAN TERBESAR 2025
NKRISLOT : Situs Slot Online Gacor & Slot777 Situs Gampang Menang Hari Ini
nkrislot
pakde4d
pakde4d
PAKDE4D : Situs Togel Online Hk Lotto Result Angka Togel Hk Paling Akurat
PAKDE4D
ثقافةمقالات

الاشتغال الرمزي في قصص «فقد» للبحرينية أمل عبدالوهاب

بقلم: علي لفتة سعيد-كاتب عراقي

تُبني القاصة البحرينية أمل عبدالوهاب قصصها على إحالات مهمة تُتيح لها الانطلاق في البناء السردي بهدف السيطرة على مسار القصة. في مجموعتها «فقد»، الصادرة عن مؤسسة أبجد في العراق، جعلت البعد النفسي والعلاقة مع الرمزية في الكتابة السردية يتخذان من الواقع إحالة ضمن المسار الإبداعي الذي أرادته أساسا لعملها. وقد اشتغلت على إنتاج قصص مترابطة في محتواها، تتصل مع بعضها عبر رمزية العنوان الرئيس، الذي لم يكن ضمن عناوين القصص الثماني عشرة. تتسم عناوين المجموعة بالإيجاز، إذ لا تتجاوز الكلمة أو الكلمتين، باستثناء قصتي «حب غير مشروط» و«واحة المرأة المنسية»، التي تمثل الجزء الثاني من قصة منشورة سابقا. على الرغم من اختلاف طول العناوين، فإنها تدور جميعها حول محور العنوان الرئيس «فقد». عناوين مثل: «سماء»، «المكتبة العامة»، «هميان»، «أول الربيع»، «لمبدل»، «ذات برد»، «درب الورد»، «أحلام صغيرة»، «اليد الغريبة»، «صوت»، «طريق المطار»، «موت أول»، «العصب الحائر»، «قدر»، «ياسمين أحمر»، و«وعد»، تحمل في طياتها محتوى رمزيا يؤدي إلى حالة سيكولوجية تتجه نحو الجانب الفلسفي، ما يُضفي على السرد واقعية قابلة للحكي.

تتكامل القراءة الأولى للعناوين مع العتبات النصية التي تلي العنوان الرئيس. ففي الإهداء: «إلى فريد رمضان»، يُلاحظ الاكتفاء بذكر الاسم، ما يجعله مختفيا في الدلالات، مُحيلا إلى أبعاد نفسية مستترة لا تتجلى تفاصيلها إلا عبر القصص وحكاياتها.
ثم تأتي عتبة الاستدلال الثالثة التي توضح العلاقة بين الحالة النفسية والرمزية المختفية لإنتاج وحدة سردية عضوية. ففي الاستدلال: «أمام الحب وحده وقف الموت عاجزا»، تتبدى العلاقة بين «الموت» في هذه العبارة، والعنوان الرئيس «فقد»، ما يعكس القصدية السردية التي قامت عليها المجموعة.

الاشتغال والبعد الرمزي

تشتغل عبد الوهاب على الحكاية الواقعية، لكنها حكاية مزاحة بطريقتها. فهي، مثلا، تستخدم العنوان ليكون دليلا لما يأتي، لكنها تجعله شيئا ملموسا يخالف التوقع الذي ربما يقع فيه المتلقي. ففي قصة «سماء» نكتشف أنها نخلة. لكن في حالتي القصدية والتوقع، أنتجت الرمزية مفعولها، وهو ما تدور حوله القصص والتفاعل معها. فهي ترتبط برمزية المشاع وتسحب النص إلى سايكولوجية المبنى السردي ليكون تفاعلا مرضيا عنه. فيتحول النص ليتعامل مع حالتي الواقعية والرمزية، من خلال تفاعل التوقعات ذاتها. ولهذا نرى أن القصة تأخذ عددا من المسارات المهمة:
الأول: مسار الواقعية في الحكاية، حيث تُقدم كمسار يقترب من الرمزية والاشتغال الحديث، ولا يبتعد عن الكلاسيكية في التناول، خاصة ما يتعلق باللغة: «تتردد كثيرا، تضحك بصخب، ثم تبكي بصوت عالٍ يفصح عن انفجار بركانها الخامد بنار لا يسبقها رماد، ولا أبخرة؛ في تعبير عن جروح النفس التي صبرت عليها، وأحسنت كتمانها؛ وخنادق الروح التي حاولت ردمها بالكثير من التظاهر والمكابرة. فصورة المرأة الواثقة، والقوية، والسعيدة، والمحبوبة، دائما تهمها أن تظهر جلية للناس».

الثاني: مسار التصاعد في عقدة الحدث، حيث يتم ربط الحدث بالصراع السردي، الذي يشتغل على الواقعية وإدخال ما هو معروف ومستساغ، أو ما له وقع توضيحي ثقافي، من أجل إحداث انفتاحة في بناء القصة والدخول إلى عوالم النص النفسية: «في المكتبة العامة، جلست أقرأ في كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور للشيخ محمد بن أحمد بن إياس الحنفي: (قال كعب الأحبار رضي الله عنه: إن بين السماء والأرض سحابا لطيفا، وفوقه طيور بيض، رؤوسها كرؤوس الخيل، ولها ذرائب كذرائب النساء، ولها أجنحة طوال، وليس لها في السماء ملجأ ولا في الأرض مأوى) .. »

الثالث: مسار التعامل مع الرموز المتعددة، الذي يكون مع أكثر من رمز يحمل أكثر من معنى، ما يُنتج البعدين لتوضيح فكرة الخلاص والصمود ومواجهة القهر والعدوانية، مع الإشارة إلى الضد مثل الأمل والعهد، وهو ما يُنتج صراع الرموز مع بعضها: «ذات فجر، هاجم سماء سرب جوارح، بمعاطف وخوذات وقفازات سوداء، مدججين بالمناجل. راحوا يتسلقونها كأسراب نمل سود، يزيلون خِرَق النذور ويلقون بآمال أصحابها على حر الأرض.»

الرابع: مسار البعد الواقعي الرمزي، باستناد الحكاية إلى الواقع كحياة القرية أو المدينة أو الشخصيات الواقعية، لكنها في القصة تتحول إلى جهد رمزي من خلال تصوير ما يحيط بالمكان لعكس البيئة: «في الثامن من ذي الحجة، عام 1417 للهجرة، تسبب سخان ماء يعمل على الكيروسين في اندلاع حريق كبير في خيام الحجاج في مِنى. قضى في الحادث ما يقرب من ثلاثمئة حاج وحاجة، وخلف مئات المحترقين المتضرعين.»

الخامس: الاشتغال الرمزي، وهو الاشتغال بكل ما يحمل من تبطين دلالي، من خلال إشباع النص بالدلالات المفتوحة التي تعطي مجالا لعدد من التأويلات، عبر وضع لمسات فلسفية: استحضار أفكار ورؤى وأسئلة تحاول الإجابة عن الجدوى، وهو الأمر الذي يتولد عبر إيجاد متن سردي يخدم الرمزية والفلسفة دون أن تكون مركزية في النص: «قال زوج ابنتي: يا أم محمد، كيف هو البيت من دون زهراء؟ لم أفهم، لِمَ يجرحني بهذه السكين؟ وبِمَ أجيب؟ هل أقول بأن زواجه من ابنتي جعلني أشعر بالتنكر لأمومتي؟ أأقول بأنني منذ تزوجت ابنتي منه، فقدت صلتي بالواقع؟».

الاشتغال اللغوي

تسعى القاصة إلى أن يكون اشتغالها اللغوي متسقا مع المنهجية الواقعية، متداخلا مع الرمزية التي تنتج تأويلا فلسفيا. فهي تستخدم أساليب التشبيه والاستعارة، مع منح المستوى التصويري ملامح وجودية، تُخرج النص من إطار المستوى الإخباري المباشر الذي تسير عليه الحكايات. هذا النهج يُضفي على الحكاية تناغما ويعزز تفسيرها الوجودي. لذلك، تأتي اللغة كأداةٍ تخيط عبرها إيقاعات الترتيب اللفظي والصوري، ما يمنح الوصف أهمية في تحفيز المتلقي على تأويل النص: (حين بدأت الأعراض تستحوذ عليه، وتحد من حريته وتحيل حياته وحياتنا إلى جحيم، تحول لون شعره الرمادي إلى قطن، تبعثر وقت الحصاد).

الكاتبة تتحول من الوصف الإخباري إلى الوصف الرمزي التصويري، مما يُثري السرد بجوانب تفكيرية، ويُفعّل الجانب الدرامي. فهي تنقل القارئ تدريجيا من حالة الإخبار إلى حالة الوصف التصويري بهدف جذب انتباهه:

(رفضوني بسبب عاهتي السمعية، التي وُلدت بها، ما دفعني إلى الاستعانة بسماعات الأذن الطبية. أحببنا بعضنا، واتفقنا على كل ترتيبات المستقبل بعد تخرجنا. كتبنا اسمينا على عشق الشواطئ، وحفرنا حرفيهما على أشجار الجامعة الهرمة. أسمينا أبناءنا قمرا ونجمة).

الاشتغال اللغوي لدى الكاتبة يعتمد على توالد النص بين المتن والمبنى، مما قد يؤدي أحيانا إلى استهلاك قطعي لا يُقبل من قِبل بعض القراء، حيث تتطلب هذه التقنية مهارة عالية. لذا، تلجأ القاصة إلى لغة مباشرة خالية من التعقيد الشعري، ما يمنح الحكاية انسجاما مع رمزيتها. هذه البنية تنتج صورا ذهنية تُعزز الأثر الرمزي والوجداني للقصة.

لكن هذا الأسلوب قد يخلق تناقضا بين الجمود والحركة بسبب الاتكاء على الوصف التصويري الذي يمنح المستوى الرمزي أهمية كبيرة على حساب المباشرة. ومع ذلك، تُفعّل الكاتبة الجانب العاطفي لتصعيد الصراع وعكسه على مختلف المستويات، حيث تتحول اللغة من الحالة الوصفية إلى الرمزية، ما يُشعر القارئ بثقل الألم الذي تحمله الشخصيات. بهدف الوصول الى النهاية المفتوحة التي تبقى أداة لاستحضار الأسئلة الوجودية عن الألم، السيطرة، والمصير: (لا تقلق، فالزمن حليفي الجديد، سوف يزيدني قوة وحبا وجمالا. لن أذعن لصوت الوحدة، ولن تدنو مني أشباح الماضي، فقلبي يفيض بالأمل. سوف يتكاثر رفاق الطريق، ويزرعون معي الزهور، والأشجار، والكثير من سيرة الكلمات).

القصص في المجموعة تمحورت حول مسار واقعي أرادت الكاتبة تحويله إلى مسار رمزي يحمل طابعا فلسفيا. ورغم اعتمادها على لغة مباشرة، فقد نجحت في تفادي الوقوع في فخ التقريرية.

زر الذهاب إلى الأعلى