
فريق البوصلة-اليمامة الجديدة
كما شهد العالم إبادة جماعية صامتة في سربرنيتسا عام 1995، يتكرر المشهد اليوم في غزة، وإن بأساليب مختلفة وفي زمن الإعلام المفتوح. صمت دولي مريب وتواطؤ مكشوف يتركان أهل القطاع يواجهون التجويع والقصف والحصار الخانق وحدهم. ففي البوسنة، وتحديدًا في يوليو 1995، استولى صرب البوسنة على سربرنيتسا، واحتجزوا نحو 8000 من مسلمي البوسنة، معظمهم من الرجال والفتيان، ثم أعدموهم ودفنوهم في مقابر جماعية.
عُرفت هذه الفعلة الشنيعة باسم “مذبحة سربرنيتسا”، التي ارتُكبت تحت أعين قوات الأمم المتحدة المتمركزة في المدينة. واليوم، في غزة، تتخذ الإبادة شكلاً لا يقل بشاعة ووحشية: حصار خانق يمنع وصول الغذاء والدواء، وقصف مدمر للمنازل فوق رؤوس ساكنيها، وتجويع وقتل بطيء للفلسطينيين. إن ازدواجية المعايير اليوم أوضح من أي وقت مضى، فالعالم يرفع شعارات حقوق الإنسان، لكنها تتلاشى عند أبواب غزة، ولا نرى سوى بيانات باهتة وتبريرات تمنح الاحتلال غطاءً للاستمرار في إبادته لأهل القطاع.
إن وقف التجويع الممنهج في غزة واجب أخلاقي وقانوني عاجل، فالتجويع جريمة حرب موثقة في القانون الدولي، وهو شكل من أشكال الإبادة الجماعية. وكل يوم تأخير يعني سقوط المزيد من الشهداء نتيجة التجويع، مما يفضح عجز العالم وتواطؤه. غزة تموت جوعًا، فهل يسمع العالم؟ أم سيستمر في الصمت والتجاهل في وجه جرائم الاحتلال ،كما كان في سربرنيتسا؟
مقال بقلم: هدى العمراني(صحفية مغربية)
مونتاج وموشن جرافيك: أحمد عبد الإله عبيد(إعلامي وصانع محتوى جزائري)
تعليق صوتي: طارق شناعة(فنان فلسطيني)
ترجمة: فاتن خاطر(مترجمة أدبية مصرية)
لمشاهدة رسالة شباب “البوصلة” الرابعة ضمن حملة “غزة تموت جوعاً”، يرجى زيارة الرابط :
https://www.instagram.com/p/DNVhUNuyvIB/


