هكذا أُنظّفُ حياتي.. شعر: هند زيتوني

هكذا أُنظّفُ حياتي
شعر: هند زيتوني – سوريا
هكذا أُنظّفُ حياتي في نهاية كلّ يوم
أُجفّفُها وأضعها على الطاولة
أخرجُ إلى المقهى في صباحٍ شتوي
جيبي فارغٌ ومحفظتي ترتعش خائفة
من صور الأموات
أرهنُ يومين من أجلِ كوبٍ من القهوة
وشطيرة من الجبن.
أتأمّل حيوات الناس المهترئة
كُتبَ عليها “برسم البيع”
كانوا يشيرون إلى الكسور التي فيها!
أحملُ حياتي تحت إبطي
أُفتّشُ عن شخصٍ مناسبٍ لأهديها له
أو لأقايضها بأغنية
يتقدم أحد الجالسين ويسأل لو أن حياتي
تنكمش في حالات الهلع
الشديد أو العطب المفاجئ؟
فأصمت وأبتسم ابتسامة صفراء
ينظرُ عجوزٌ إلى وجههِ في المرآة
ويصرخ: لا أعرفُ هذا الوجه!
هناك لصٌ سرقَ حقول روحي الخضراء
وترك لي ملامح مشوهة
اقبضوا على السارق!
تصرخُ مسنّة: ياالله أعطيتي حقيبة كبيرة
من التعب وشجرة صغيرة من السعادة
كلماّ سقطت ورقة، سقط قلبي معها
يصرخ شابٌ حافي القدمين
من يشتري مني متراً من الحياة
لأحصل على حذاء مستعمل؟
ترتجف السماء وتمطر دموعاً وأحذية.


