مقالات

الشعب الفلسطيني بين شرعية النضال وواقع الضحية

الشعب الفلسطيني بين شرعية النضال وواقع الضحية

✍️ هيئة التحرير 

منذ أكثر من سبعة عقود، يعيش الشعب الفلسطيني تحت وطأة احتلال طويل الأمد، تُنتهك فيه أبسط حقوقه السياسية والإنسانية. وبين ركام البيوت، وفي ظلال التشريد والعدوان، يتجلى هذا الشعب كضحية مستمرة لسياسات ممنهجة تهدف إلى اقتلاعه من أرضه وتغييب صوته. ومع ذلك، يبقى الفلسطيني حاملًا لراية نضاله المشروع، متمسكًا بحقه الأصيل في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي والمواثيق الأممية.

الفلسطيني ليس ضحية ضعيفة تنتظر الرأفة، بل هو ضحية ذات وعي، وكرامة، وحقّ واضح في الدفاع عن وجوده وهويته. ونضاله الوطني ليس فعلًا طارئًا، بل امتداد طبيعي لتاريخ من المقاومة المشروعة ضد القهر، والاستعمار، وسياسات الإبادة الصامتة.

في هذا الواقع، يجب أن يُبنى الخطاب الوطني الفلسطيني على ركيزتين أساسيتين: تأكيد شرعية النضال، وتثبيت الصورة الحقيقية للفلسطيني كإنسان يواجه الجريمة بالصبر، والإقصاء بالإبداع، والاحتلال بالإصرار على الحياة. إن تقديم الشعب الفلسطيني فقط كضحية، دون إبراز حقه المشروع في النضال، فيه انتقاص من جوهر قضيته، ومن عدالة صموده الذي يتجاوز البكاء إلى الفعل، وإلى الحلم بدولة حرّة، ذات سيادة، عاصمتها القدس.

من هنا، فإن مسؤوليتنا كإعلام وطني هي في أن نُعيد صياغة الخطاب بما يعكس حقيقة المأساة دون أن يُغفل جوهر النضال، وبما يقدّم الفلسطيني كصاحب حق، لا كرقم في قوائم الضحايا، وكشعبٍ يقاوم الظلم لا يستجدي العالم شفقةً لا تُغيّر واقعًا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى