اقتسام الكعكة “على حياة عيننا”

بقلم: شريفة زرزور- كاتبة سورية
بالأمس قرأت مقالاً للصحفي المغربي عادل العوفي تناول فيه رأيه بموضوع رفع العقوبات عن سوريا، وأعرب عن ومخاوفه من وجود مؤامرة تحبك خلف الكواليس ،وحذّر من ردة فعل الشارع السوري ، بدأت أقرأ المقال والفضول بدأ يزاحم أفكاري ؛ نصٌ أثار زوبعة من الجدال بيني و بين نفسي إلى أن وصلت للسطر الأخير منه حيث راهن عادل على وعي الشعب السوري وقوة انتمائه ووطنيته ثم تعشم بعدم الخذلان و التوجس من القادم .
وبصفتي سورية الروح والمنبت والدم أثنيت على ما رسمه حس الصحفي الوطني اتجاه بلدي وعَّقبت على ما خطه قلمه الذي أشهد له بمشاركة الهم العربي دوماً ، فمن موقع ليس محايداً على الإطلاق ومن إيماني بمصلحة بلد حر وقع تحت نيران الحرب، ونال ما نال من ويلاتها سنيناً عجافا ، ولم يذق طعماً للسلام على مدى أكثر من عقد من الزمن؛ فقد آن الأوان أن نفكر تفكيراً برغماتياً مثل رئيسنا الحبيب أحمد ( حفظه الله ) ونناور بعقلانية ، فما الضير في أن نحرر عقلاً تحجّر، ونوقظ انغلاقه على أفكار و مبادئ مستهلكة لا تسمن الشعب السوري و لا تغنيه من جوع ، دعونا نرحب بشجاعة بخطوة أتتنا مشياً فلنهرول إليها هرولةً ،ونتفاءل وتُفتح أمام شعب عزيز أفاقاً ممتدة لحياة كريمة ، حياة لا تشتهي رغيف الخبز، وشربة ماء نظيف، وإنارة رومانسية في أمسيات الصيف العليل.
دعونا نجّرب النظر إلى البعيد بعين أوسع وقلب سمح ورؤية أرحب نحو المستقبل الذي تتوعدنا به رفع العقوبات عن بلدنا والذي يعد خطوة محورية نحو إعادة بناء البلاد وتعزيز استقرارها الاقتصادي والسياسي، وضمان العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. ما الضير أن الأم الحنون أمريكا صارت أنانية واستأثرت بحصة الأسد لها من الكعكة الشهية وغيّرت الصورة النمطية عن الأم المثالية المعطاءة دون مقابل.
دعونا من كلام الروايات والأحلام ولنحط على أرض الواقع ، من يعطي دون مقابل هذه الأيام !؟ خيرات بلادي وفيرة وأنا هنا لست بصدد استعراضها وتعداد مناقبها وآثارها على الملأ، اقتسام الكعكة مع الجميع وبنور الله و”على حياة عيننا” كما نقول نحن السوريون خيراً من أنانية الحفاظ عليها مدفونة باسم أنها ملك الوطن وحق الشعب ، دعوا عنكم شعارٌ رنانٌ باسم حب الوطن والغيرة والحمأة على ذرة التراب و شبر الأرض ، فلنختار السلام ، عسى على يد الله ويد ترامب ننسى شح العيش و نودع قشف الحياة في ظل الحنون الرؤوم أمريكا و أولادها البارون ، نحن.
الرهان يبقى على المقايضة دون فقدان الكرامة التي لم تكن يوماً ترفاً ، هي مطلب حي و حقيقي لنا معشر الإنسان.


