NKRISLOT : SITUS SLOT777 WEBSITE PENCETAK REKOR KEMENANGAN TERBESAR 2025
NKRISLOT : Situs Slot Online Gacor & Slot777 Situs Gampang Menang Hari Ini
nkrislot
pakde4d
pakde4d
PAKDE4D : Situs Togel Online Hk Lotto Result Angka Togel Hk Paling Akurat
PAKDE4D
مقالات رئيس التحرير

التفاؤل في مواجهة الوقائع: قراءة في صفقة وقف إطلاق النار في غزة

جواد العقّاد – رئيس تحرير صحيفة اليمامة الجديدة

في الوقت الذي تنتشر في الأوساط السياسية والإعلامية توقعات متفائلة حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لا يمكننا أن نتجاهل الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. فالحديث عن هدنة طويلة في هذه اللحظة تحديداً، بعيداً عن السياق السياسي الأوسع والأبعاد الإقليمية المعقدة، يبدو وكأنه انعكاس لرغبات أكثر من حقائق. إننا لا نواجه أزمة عسـكــرية بقدر ما نعيش في قلب صراع استراتيجي طويل الأمد يتمحور حول قضية فلسطين، وسط متغيرات إقليمية ودولية تُعيد تشكيل المنطقة حسب مزاج القوى الكبرى.

لا شك أن الحرب الإيرانية الإســــرائيلية قد أسفرت عن تغيير واضح في توازن القوى الإقليمي، وهو ما يسعى الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، إلى تكريسه من خلال إعادة تشكيل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، وتقويض النفوذ الإيراني، وصولاً إلى تدشين ما يسمى بـ “الشرق الأوسط الجديد”، حيث تتداخل مصالح الولايات المتحدة مع توجهات إســـرائيل، ما يجعل المنطقة أقرب إلى مسرح تنفذ فيه القوى العظمى رؤاها الخاصة، دون أي اعتبار حقيقي لقضايا الشعوب.

وهنا تبرز أزمة غزة كملف معقد على الساحة الإقليمية والدولية. قد يظن البعض أن موقف العديد من الدول والمنظمات تجاه غزة هو تعبير عن الالتزام بالقضية الفلسطينية. لكن الحقيقة أن هذا الموقف لا يعدو كونه تكتيكاً سياسياً يستند إلى المصالح وليس إلى المبدأ. فالدول التي ترفع شعارات التأييد لفلسطين (إيران مثلاً)، إنما تفعل ذلك بحسب ما يخدم مصالحها الخاصة، وهو ما يجعل السؤال المطروح: هل هذه الدول مستعدة لدفع الثمن الحقيقي في سبيل قضية فلسطين، أم أنها ستكتفي برفع شعارها الذي لا يخلو من نفاق سياسي في إطار الصراع الإقليمي الأكبر؟

مقالات ذات صلة

بعض المحللين السياسيين يبالغون في التعلق بآمال “التسريبات” و”التوقعات”، دون أن يعمقوا النظر في خلفية هذه التصريحات. لذا، أجد من الضروري التأكيد على ضرورة قراءة أعمق لواقع غزة وربط ذلك بجوهر الصراع الفلسطيني الإســرائيلي. فإن المسألة أبعد من اتفاقات مؤقتة أو وعود زائفة. فالتغيير في غزة، إن حدث، لن يكون نتيجة ضغط خارجي فقط، بل سيكون نتيجة تغييرات سياسية أوسع، تتأثر بالصراعات الإقليمية الكبرى. فإسرائيل لا تطرح القضية الفلسطينية كما هي، بل تسعى إلى فرض واقع أمني وسياسي جديد على غزة والمنطقة بشكل عام.

ورغم التصريحات الأمريكية والإســرائيلية عن وجود رغبة في “تخفيف التصعيد” والتوصل إلى هدنة، إلا أن الواقع الميداني لا يعكس هذه التصريحات بشكل متسق. فالعمليات العســكرية ما تزال مستمرة، ودماء الأبرياء تسيل يوماً بعد يوم، بينما تزداد مساحات الإخلاء والنزوح.

إذا كان هناك مؤشرات للاقتراب من هدنة، فإن هذه المؤشرات غالباً ما تكون مبنية على دوافع سياسية أمريكية تتعلق بتصورات الغرب لما يمكن أن يكون عليه الوضع الإقليمي في المرحلة القادمة، ولكن من غير الممكن قراءة الأحداث بنية التمني. التوصل إلى هدنة حقيقية يحتاج إلى نية جادة من جميع الأطراف المتورطة، ونية جدية في وقف الأعمال العســكرية، وهو ما لا أراه جلياً في التصريحات المعلنة حتى الآن.

السيناريو الأكثر صعوبة، والذي قد يتسارع مع تطور الوضع، هو سيناريو الاحتلال الكامل لغزة، مع فرض حكم عسكري قاسٍ مدعوم من العصابات المتواطئة مع الاحتلال. وفي حال فشل المجتمع الدولي في تقديم حل حقيقي، قد يكون هناك منح فرصة للهجرة، لتخفيف حدة الضغوط على المناطق المكتظة باللاجئين. هذا السيناريو، رغم قسوته، يظل ضمن الخيارات المطروحة إذا استمرت الحرب بنفس الوتيرة.

مرة أخرى: لا أعتقد أن هذه الحرب ستنتهي إلا بفرض واقع سياسي وأمني جديد في غزة، مع احتمال التهجير الذي يبقى قائماً. ولكن، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون هذا الواقع في صالح الفلسطينيين أم في خدمة مصالح القوى الكبرى؟

زر الذهاب إلى الأعلى