موسم العودة إلى الشمال

بقلم: علي النهام-شاعر بحريني
كيف عادوا والدهرُ خوفا تولّى
كيف صاغوا من خصلةِ الشمسِ ظِلّا
كيف جاءوا من سبحةِ السهوِ برقًا
كي يشيدوا من ضحكةِ الرملِ تَـلّا
كيف سالوا من القيود سهاما
واستعاروا من معجمِ العزّ كَلّا
الميامينُ والبلادُ ندوبٌ
عاهدوها أنْ يمتطوا الموتَ خيلا
عاهدوها على العروجِ وثاروا
مثلَ رعدٍ على السماواتِ يُتلى
مُقمرونَ وضحكة الأرضِ ليلٌ
نادرونَ إذا الغثاءُ تجلّى
فتراهم في آخرِ الماءِ حقلًا
وتراهم في أوَّلِ الريحِ نخلا
كالصباباتِ يشربونَ الأغاني
كالصباحاتِ قطَّروا الضوء فُلّا
مزهرونَ والأرضُ كانت عروسًا
خطبُوها ونصَّبوا المجدَ خِلّا
بَلْقَسوا العرشَ واستحالوا شموسًا
أيُّ شمسٍ يا وادي النملِ أعلى
أمْ تراها تنكَّرتْ في المرايا
مثل أمٍّ لتنجبَ الصبحَ كهلا
يا سليمانُ قد ولدنا كفاحا
لتُصلي خرائطُ الأرضِ وصلا
وخرجنا من الضَّلالِ ظِلالا
وابتكرنا من نزوةِ الشطرِ كُلّا
واغترفنا من كلِّ ماءٍ نبيّا
وبزغنا في ظلمةِ الجُبِّ حبلا
وكبرنا وهدهدُ اللهِ نادى
يا سليمانُ معبدُ الشمسِ صلّى


