NKRISLOT : SITUS SLOT777 WEBSITE PENCETAK REKOR KEMENANGAN TERBESAR 2025
NKRISLOT : Situs Slot Online Gacor & Slot777 Situs Gampang Menang Hari Ini
nkrislot
pakde4d
pakde4d
PAKDE4D : Situs Togel Online Hk Lotto Result Angka Togel Hk Paling Akurat
PAKDE4D
مقالات

معجزة غزة

بقلم: أحمد العجمي-شاعر وكاتب بحريني

خارج سياق القداسة حدثت معجزات كثيرة قام بها الإنسان في تاريخه وفي تاريخ الحضارة، وهذه المعجزات تنتسب إلى بنية النضال البيولوجي والثقافي والاجتماعي والفلسفي والفكري والسياسي والعلمي.

ففي نضاله البيولوجي نجا من الاختناق الجيني الذي حدث لأسلافنا في العصر الجليدي قبل ما يقارب من مليون عام، والذي قرّبه من الانقراض حين وصل عدده على الكوكب إلى 1280متكاثراً فقط.

ونجا من الاختناق الوجودي الذي حاصره بقسوة طيلة العصر الجليدي ومن بعده الفيضانات التي أحدثها ذوبان جليد هذا العصر.

وحقق معجزة ساهمت في استمرار وتطوير بقائه بامتلاكه الوعي كإنسان عاقل وبإنتاجه اللغة والكتابة، وإنتاج النار وصنع أدوات بقائه وتطوره.

والشعوب في نضالها الوجودي تمكنت من الدفاع عن عرقها وثقافتها وتنوعها وهزمت المعتدين بأسلحتهم الجبارة؛ والشعب الفيتنامي نموذج لذلك.

وكل هذه المعاجز الوجودية بأنواعها حققها الإنسان بفعل المقاومة وتعدد أشكالها وبفضل تطويرها وتنمية فاعلياتها.

أما معجزة غزة الأولى فقد بدأت عناصرها تتشكل في الجغرافيا والتاريخ؛ حيث أصبحت غزة الجغرافيا التي حضّرها التاريخ للخروج من الاختناق الوجودي للفلسطينيين، وعلى هذه الجغرافيا ذهب التاريخ إلى تصحيح خطأ النزوح خارج أرض فلسطين، فمعظم أهل غزة هم نازحون للداخل من النكبات وليس للخارج.

هذه البقعة الصغيرة وهذا النزوح الداخلي حقق معجزة الاحتفاظ بجين العرق والهوية والحق وفعل المقاومة، واشتغل على تقويتها وتطويرها من أجل لحظة تاريخية يتم فيها فك الاختناق الوجودي وتصحيح سردية الحق والوجود.

والمعجزة الثانية تمثلت في لحظة انطلاق طوفان الأقصى بتاريخ 7 أكتوبر؛ فهذا الانطلاق أظهر علامات معجزته بعنصر المباغتة وجعل الكيان يقف على أرض رجراجة ومتصدعة في بنيته وسرديته وثقافته وسحب الاطمئنان الوجودي منه.

فهذه اللحظة المزلزلة أظهرت أن الجين الفلسطيني باق وكامن ليظهر من جديد بقوة، وأنه لن يذهب للانقراض؛ فلديه من القوة ما يجعله مبادراً وبقوة ومن أجل هدف أكبر من جغرافيا غزة وإنما من أجل تحرير فلسطين جغرافياُ ووجودياً.

ومن أهم علامات معجزة غزة هو أن الشعب الفلسطيني فيها أصبح كله مقاوماً، فهزم الآلة العسكرية الصهيونية وهزم عقل الصهاينة ومخيلتهم، فهذا الالتفاف حول المقاومة شكل نواة لالتفاف العالم حول غزة.

ورغم كثافة وقسوة الإبادة وجسامة التضحيات فإن أهل غزة لم يغادروها، وهذا موقف تاريخي وقرار بطولي هزم العدو وأظهر عجزه عن تفريغ الجغرافيا من أجل تفريغ التاريخ؛ وهذه علامة نصر حققتها معجزة غزة المقاومة بجينات جديدة.

ومن أهم المعجزات هي تمزيق كتاب الصهاينة ومحو سرديتهم، وحصل هذا التحول والانقلاب المدهش في فترة زمنية طفيفة جداً، فلو عمل أي إعلام وأي كتابات وأي مؤتمرات على تغيير السردية الصهيونية في ظل الدعم الغربي فلن يستطيع، لكن غزة تمكنت من تغيير كل هذا وقلبته لصالح الوجود الفلسطيني في جميع مكونات العالم وأخرجت بذلك فلسطين وشعبها من الاختناق وأدخلت الكيان فيه بقوة.

معجزة غزة تحولت إلى معجزة عالمية لوعي جديد للإنسان ولرؤيته الحق والفعل الحضاري الذي أوصلت عقل الإنسان الغربي بأن يعمل على رؤية غير المرئي من واقعه وينشط لتحرير واقعه منه.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى