رئيس التحرير يكتب: إيران والسابع من أكتوبر.. حدود التأثير واستقلالية القرار
إيران والسابع من أكتوبر: حدود التأثير واستقلالية القرار
جواد العقاد/ رئيس التحرير
علينا أن نُقر بأن قراءة السياسة الإيرانية بعمق تقودنا إلى استنتاج واضح: إيران لم تكن صاحبة القرار في عملية السابع من أكتوبر، رغم أنه قد تكون هناك أيادٍ خفيفة ذات ارتباطات بها لعبت دوراً في المشهد. لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن العملية نُفذت بإيعاز إيراني مباشر، فمن غير المنطقي أن تضحي إيران بحلفائها في المنطقة، إذ أن إضعاف هذا المحور لا يخدم أمنها القومي، بل يهدد مصالحها الاستراتيجية. ولو كانت العملية إيرانية بالكامل، لكانت جزءاً من مخطط شامل تُحدد إيران أبعاده.
إن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى توجيه خارجي في نضالهم، ولم يكونوا يوماً أدوات بيد أحد. نحن نخوض معركتنا بإرادتنا الحرة، لا بإملاءات من أحد، ولا نقبل بأي تدخل في قرارنا الوطني. السابع من أكتوبر ربما كان ضربة قاسية للمجتمع الإسرائيلي، لكنه في الوقت ذاته كان ضربة أكبر – بقصد أو بدون قصد – لصالح المشروع الإسرائيلي أكثر مما هو لصالح القضية الفلسطينية. لسنا أمام معركة عسكرية، بل أمام تبعات سياسية خطيرة تتطلب قراءة عقلانية وواقعية بعيداً عن الشعارات.
نحن نخوض نضالاً ممتداً منذ عقود، ودفعنا أثماناً باهظة في سبيل حقنا المشروع في الحرية والاستقلال، بينما تواطأ العالم مع الاحتلال وخذل الفدائي الفلسطيني الذي اختار العودة إلى أرضه ليكمل مسيرة النضال من الداخل برؤية فلسطينية خالصة. نحن نريد دولة فلسطينية مستقلة، وهذا حق تكفله القوانين الدولية، وهو خيارنا الوحيد في مواجهة واقع القهر والاحتلال. شعبنا ليس مجرمًا ولا يعشق الموت، بل يعشق الحياة، ولكن الحياة الكريمة فوق أرضه، في دولته المستقلة، بقراره الحر وإرادته التي لا تقبل الوصاية من أحد.
