بيان صادر عن صحيفة اليمامة الجديدة الإلكترونية

بيان صادر عن صحيفة اليمامة الجديدة الإلكترونية
غزة – فلسطين | 3 مايو – اليوم العالمي لحرية الصحافة

في الثالث من أيار، حيث يُحيي العالم “اليوم العالمي لحرية الصحافة”، تقف صحيفة اليمامة الجديدة الإلكترونية شامخة رغم الرماد، وتنحني إجلالاً لأرواح الزملاء الذين سقطوا في ميادين الحقيقة، وتُعلن للعالم أن الكلمة الحرة لا تموت، وإن كانت تُحاصر وتُجوع وتُهدم فوق أصحابها.

انطلقت اليمامة الجديدة من غزة، من قلب الألم، حاملة رسالتها الثقافية والإنسانية، لتكون مرآة للمشهد العربي، وعدسةً تلتقط نبض الإبداع في فلسطين وكل أرجاء الوطن العربي. لكن هذه الرسالة لم تكن سهلة. فقد خاض فريقنا في غزة أصعب المعارك؛ لا معارك الكلمة فقط، بل معارك البقاء، في ظل قصفٍ لا يرحم، وحصارٍ خانق، وفقدان لكل مقومات العمل الصحفي والثقافي من كهرباء واتصال وأمان.

لقد فقدنا معداتنا، مكاتبنا، أرشيفنا، وحتى مساحات الكتابة. بعضنا فقد بيته، وبعضنا فقد أحبّته، وبعضنا لا يزال يُناضل من خيمة نزوح أو مستشفى ميداني، لكننا لم نفقد الإيمان بدورنا، ولم نتخلّ عن التزامنا الأخلاقي والثقافي تجاه وطننا وقرّائنا.

إن استمرارنا في النشر – ولو بأدنى الإمكانيات – كان ممكناً بفضل تضامن زملائنا من ممثلي الصحيفة في الخارج، الذين لم يخذلونا لحظة، وساهموا في الحفاظ على نافذتنا الإعلامية مفتوحة أمام العالم، وعلى صوت غزة حيًا رغم الموت اليومي.

نحن لا نُحيي حرية الصحافة شعاراً عابراً، بل نُمارسها فعلاً مقاومة يومي. نُؤمن أن الصحافة الحرة ضرورة وجودية في مواجهة كل أشكال الظلم والقمع والاستبداد.. من هنا، من غزة، من أنقاض المؤسسات الثقافية، نكتب ونوثّق ونحلم.

نُحيي كل الصحفيين الشجعان، في فلسطين والعالم، الذين يدفعون ثمن الكلمة غالياً. ونؤكد أن حرية الصحافة ليست منّة من أحد، بل حقٌ أصيل ننتزعه بثبات وعزيمة وإيمان بدورنا التاريخي.

من غزة إلى العالم، من جراحنا نكتب، ومن رمادنا ننهض.

اليمامة الجديدة – صدى الثقافة الحرة، وضمير الكلمة المحاصرة.
3 مايو 2025 – اليوم العالمي لحرية الصحافة.