حسبُك بالموت سببًا

بقلم: وليد الخطيب
موجع أن نصحو على غيابِهم
غيابِ من اعتدنا أن يكونوا البداية…
أن نعرف أن اللقاء لم يعد آجلًا ولا عاجلًا
نشتاقهم،
فحاضرنا ينوس
نتناسى وندرّب قلوبَنا على التعايش مع الفقد
أحببنا القبور ففيها بعض من حياتنا
الدمعُ ما عادَ يكفي
والقلب لا يُطيقُ حنينَهُ دفنًا وسكْبا…
مضوا، والموتُ لا يُعنى بتوقيتِ اللقاء
نُنادِيهم، ونبكي ذكرياتنا في حضرة الغياب
نغسلُ أصواتَهم فينا
وملامحهم إذا وهنَ الجواب
مرهَقةٌ أرواحُنا من تتابعِ الفقد
نحيا والحياة لا تُبهجنا
ولا نُجيدُ الهربَ من الامتحان
أتعبَنا الموتُ
وهو أصدقُ من كلِّ الأعذار
فلا تسل عن سببه
فإذا لم يكن للموت سببٌ
فحسْبُكَ أن يكونَ الموتُ سَببَا
هم رحلوا…
ونحن…
نذوي إذا ضمّنا الشوقُ إلى مَن لا يعود
نتلاشى إذا لمحنا على الأبوابِ ظلًّا
ونواصلُ العيشَ
نرقعُ حكاياتِ الأمسِ
منهكين من الوداع
نهابُ الفراغَ الذي أحاطنا
فالأحبّة صاروا هم الغياب.


