شهادة أم نازحة من غزة: طائرات فوق رؤوسنا… خيبة في قلوب أطفالنا
بقلم : د. رابعة محمود الدريملي -إعلامية وأكاديمية فلسطينية
وقت نزوحنا في الزوايدة كنّا نرى طائرات المساعدات المصرية والأردنية.
كان في البداية، عند سماع صوتها، يخرج كل أطفال المخيم… وابني أيضًا يخرج ويصفّق لها ويهتف:
نزّلي عنّا… إحنا هنا!
كنّا نرى الطائرات تُسقط شيئًا بعيدًا عنّا، وعندما يبدأ الإنزال يصرخ ابني مع أبناء المخيم:
هيها نزلت! هيها نزلت!
ويصفّقون ويصفرون.
لكن الحقيقة أننا لم نرَ شيئًا يصل إلينا. لم تنزل علينا أي مساعدة.
اليوم، بعد عودتنا إلى غزة ونزوحنا مجددًا إلى وسط المدينة، يسمع ابني أصوات تلك الطائرات ويركض نحوها ويسألني:
ليش يا ماما ما بتنزل عنا؟!
الطائرات تأتي وتذهب… هيك بس!
تلك الطائرات، التي بدت في البداية ملامح فرح صغيرة لأطفالنا وقت النزوح، على أمل أن تُرسل لهم بعض الهدايا…
باتت اليوم مظهر حزن واستعراض فقط.
لم تعد تمثل لطفلي ذلك الفرح — بل صارت تُمثّل الخيبة.
وبين مجاعة تخنق غزة وأحلام أطفالها المذبوحة قبل أن تولد، لم يبقَ في السماء سوى طائراتٍ تستعرض… وفي القلوب سوى انتظارٍ يابس.

