NKRISLOT : SITUS SLOT777 WEBSITE PENCETAK REKOR KEMENANGAN TERBESAR 2025
NKRISLOT : Situs Slot Online Gacor & Slot777 Situs Gampang Menang Hari Ini
nkrislot
pakde4d
pakde4d
PAKDE4D : Situs Togel Online Hk Lotto Result Angka Togel Hk Paling Akurat
PAKDE4D
مقالات

“الحياة والحيوان والحركة السرمدية”الحلقة السابعة والعشرون من ماء الكلام يكتبها وليد الخطيب

بادئ ذي بدء، أودّ أن أشكر القرّاء على تفاعلهم مع هذه الزاوية الثقافية، وأتوجّه بشكر خاصّ إلى صديقي الدكتور خالد كمّوني الذي أشار عليّ أن أبحث في كلمة “حي” وجذرها ومعناها ومشتقّاتها… لذا، نبدأ الكلام بالحديث عن أصل الوجود. هي كلمة إذا نُطِقت اهتزّت معها الروح، فهي سرٌّ يتردّد بين أنفاسنا، وجرسٌ يذكّرنا بأنّنا ما زلنا هنا: أحياء.
ورد في معجم مقاييس اللغة “حي” الحاء والياء والحرف المعتل أصلان: أحدهما خلاف الموت، والآخر الاستحياء وهو ضد الوقاحة .
فأما الأول فالحياة والحيوان، وهو ضد الموت والموتان. ويسمى المطر حيًّا لأن به حياة الأرض .
إذا نطق العرب بالجذر “ح ي ي” انفتحت أمامهم أبواب الوجود، فهو أصلٌ يتفرّع منه معنى النماء والحركة والامتلاء بالروح، في مقابل الموت والسكون.
فالإنسان حيّ ما دام في قيد الحياة، ومن هذا المعنى سُمِّي التجمع السكني حيًّا لأنّ أهله أحياء يتحركون فيه.
أما الحياة فهي المصدر الأوسع، تعني الوجود النابض بالروح. ومن المصدر نفسه لفظة “حوّاء”، وهي اسم يلتقي مع معنى الحياة: أمّ الأحياء ومنبع الامتداد البشري، دلالة على الأصل والخصب والحضور الأنثوي في شبكة الوجود.
والحيّة، وإن كانت في أصلها مؤنث الحيّ، فقد غلبت على الثعبان، لما فيه من حركة ملتوية وسريعة ويقظة دائمة.
ومن قول العرب “حيّاك الله”، أي الدعاء بالحياة والسلامة، ومنها ولدت التحيّة. وسمّوا الوجه المُحَيّا لأنّ ملامح الحياة تنبض فيه أوضح من سائر أعضاء جسم الإنسان. وقد جعلوا من الحياء خُلقًا كريمًا أصله الانقباض عن القبيح، كأنّ من يستحي إنما يصون حياة نفسه ومعناها.
هكذا يتبيّن أنّ الجذر “ح ي ي” قد جمع بين أصل الوجود المادّي وسموّ المعنى الروحي والأخلاقي، فكان حيًّا في ذاته، محييًا معانيه، متجدّدًا كالحياة التي لا تهدأ.
وما ذكرت عن الحيّ والحياة والحيّة وحوّاء… يكتمل تمامًا إذا أضفنا لفظة الحيوان إلى هذا النسيج.
فالحيوان في العربية ليس على ما يُتبادَر اليوم إلى الذهن من معنًى للكائن غير العاقل فحسب، بل هو في أصل اشتقاقه من الحياة؛ إذ صيغ على وزن “فَعَلان” للدلالة على الامتلاء والفيض بالحركة. فكما نقول “غليان” و”خفقان”، جاء “حَيَوان” ليعبّر عن الحركة الدائبة للحياة. لذلك، نجد أنّ القرآن الكريم يطلق كلمة الحيوان على الحياة الحقّة الكاملة ﴿وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون﴾ (العنكبوت، 64)، أي أنّها الحياة الباقية الصافية، لا يشوبها موت ولا فناء.
من هنا، يتضح أن معنى الحيوَان في لسان العرب أوسع من معنى “المخلوقات الحيّة”؛ إنّه الحياة في أوجها وحركتها، وهو بهذا يكمّل دائرة الجذر “ح ي ي” التي جمعت بين:
الحيّ: الوجود الفردي القائم.
الحياة: النبض العام والامتداد.
الحيّة: الحركة اليقظة المتلوية.
حوّاء: الأصل البشري ومنبع الامتداد.
الحيوان: فيض الحياة وحركتها المتدفقة في الدنيا والآخرة.
فإذا اجتمعت هذه الكلمات بدت خريطة للوجود: من الحيّ المفرد، إلى الحياة الشاملة، إلى الحيوان المتدفّق، ومن الأصل (حوّاء) إلى الرمز (الحيّة)، لتظل الكلمة الواحدة بحرًا لا ينفد معناه.

زر الذهاب إلى الأعلى