تقاريرمجتمع

ثورة زراعية في غزة.. زراعة الذرة الحمراء تحقق نجاحًا مذهلاً

ثورة زراعية في غزة.. زراعة الذرة الحمراء تحقق نجاحًا مذهلاً

غزة – مُزنة يونس

نجح المزارع الفلسطيني محمد أبو زيادة في زراعة محصول الذرة الحمراء لأول مرة في الوطن العربي، بعدما نقل بذور صينية إلى قطاع غزة، حيث تم استقطاب انتباه الجميع لنجاح هذه التجربة الفريدة التي لاقت إقبالًا كبيرًا من قبل الزبائن.

وقدم أبو زيادة شرحًا حول فكرة زراعة الذرة الحمراء التي استوحاها أثناء تواجده في الصين قبل عامين، فأثناء تجواله بين المدن، لفتت انتباهه هذه المحصولة، فقام بجهود لتوفير 3 كيلوغرامات من البذور اللازمة لزراعتها في غزة.

أكد أبو زيادة أن زراعة الذرة الحمراء سهلة، حيث لا تتطلب تربة خاصة وتتعامل مع جميع العوامل الجوية المختلفة. كما أشار إلى أن احتياجها للسماد قليل مقارنة بالمحاصيل الأخرى، ويمكن زراعتها في كل من فصلي الشتاء والصيف.

وواجه أبو زيادة صعوبات في إدخال بذور الذرة الحمراء إلى القطاع، ولكن التجربة كانت تستحق المعاناة والصبر، حيث يطمح المزارع في توفير وزراعة أصناف مختلفة من الذرة بألوان متنوعة، بما في ذلك الذرة الملونة، لتلبية رغبات جميع العملاء.

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة، أدهم البسيوني، أن “تجربة زراعة كميات الذرة الحمراء التي قام بها أبو زيادة تعد فريدة، حيث تم نقل بذور الذرة الحمراء بنجاح، وتتشابه بصورة كبيرة في المواصفات والقيم الغذائية مع الذرة الصفراء المعتادة”.

ويذكر أن الذرة الحمراء تتميز بغناها بالعديد من الفوائد الغذائية والصحية، حيث يعزز تناولها الصحة القلبية ويقلل من مشكلة الإجهاد التأكسدي والدهون المتراكمة في الشرايين، كما تقلل من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان وتحمي صحة الكلى والعين.

و بفضل جهود مزارعين مثل أبو زيادة، يمكن لسكان قطاع غزة والضفة الغربية الاستمتاع بمحصول الذرة الحمراء المحلي، الذي يعد إضافة قيمة للسوق المحلية ويعزز الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي.

ومن المهم أن نلاحظ أن تجربة أبو زيادة ليست مجرد نجاح فردي، بل تمثل أيضًا فرصة لتطوير قطاع الزراعة في غزة، حيث يمكن أن تساهم زراعة الذرة الحمراء في تنويع المحاصيل المحلية وتعزيز الأمن الغذائي للمجتمع، فضلاً عن توفير فرص عمل إضافية وتعزيز الاقتصاد المحلي.

وفي هذا السياق، تقوم الحكومة المحلية ووزارة الزراعة بدورها في دعم المزارعين وتوفير الموارد اللازمة لتحقيق نجاح هذه الزراعة الجديدة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجهات الأكاديمية والبحثية أن تلعب دورًا هامًا في دراسة وتطوير ممارسات الزراعة المبتكرة وتوجيه الفلاحين في تحسين إنتاجهم ورفع كفاءة العمليات الزراعية.

ومع توفر البذور المحلية وتوجيه المزارعين المهرة، يمكن أن يشهد قطاع الزراعة في غزة نموًا مستدامًا وتنوعًا في المحاصيل المزروعة، وقد يؤدي ذلك إلى تحسين ظروف المعيشة للمزارعين وتعزيز الاستدامة البيئية عبر تنويع نظم الزراعة واستخدام الموارد بشكل فعال.

وباستمرار الاستثمار في الزراعة ودعم المبادرات الزراعية المبتكرة، يمكن أن تصبح غزة مرجعًا للزراعة المستدامة والتنمية الريفية في المنطقة، وعلى المزارعين المبدعين مثل محمد أبو زيادة أن يكونوا قدوة للآخرين ويلهموهم لاستكشاف المزيد من الفرص.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى