دور الشباب في نهضة المجتمع

دور الشباب في نهضة المجتمع
ربيع أحمد بي
(طالب، كلية دار النجاة العربية التابعة لجامعة دار الهدى الاسلامية بكيرالا)
*المقدمة*
يُعدّ الشباب عمادًا قويًا في تحقيق نهضة المجتمع وإبراز وجوده الحقيقي من خلال أفعالهم وأنشطتهم وإنجازاتهم الرائدة في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والتعليمية. إن بناء المجتمع يحتاج إلى جهود الشباب الذين يساهمون بفكرهم المتجدد وإبداعهم المتفرد، مما يعزز من تطور المجتمع وترقيته. ومع ذلك، لا تخلو بعض المجتمعات من تأثير فئة قليلة من الشباب الذين يفسدون الصورة العامة بأعمال ضارة كتعاطي المخدرات وانتشارها حتى في المعاهد التعليمية والشوارع، مما يستدعي توجيه الاهتمام إلى مشاورات تدعم دور الشباب الإيجابي في المجتمع.
لقد امتدت أيادي الشباب إلى خدمة المجتمع في ميادين متعددة، منها التعليم بتحصيل أعلى الدرجات العلمية من الجامعات الشهيرة، والمساهمة في تحسين الاقتصاد من خلال خلق فرص جديدة لكسب الرزق، وتعزيز القيم الدينية والثقافية، والمشاركة في تنظيم شؤون البلاد ودعم تطوراتها.
*الشباب عماد المجتمع*
يمثل الشباب قيمة عظيمة في المجتمع، إذ يسهمون في تطوره ونهضته عند العمل بتكاتف وإرادة صادقة، بينما يؤدي فسادهم أو تقاعسهم إلى عواقب وخيمة. ومن خلال التدريبات الجيدة والوعي الثقافي، يمكن تحسين سلوكيات الناس وتعزيز القيم الحميدة.
لا يمكن تصور مجتمع مزدهر من دون وجود الشباب، فهم عصب التطور والحكمة والقيادة. وفي مجال التعليم، يسعى الشباب بجد واجتهاد لتحقيق أعلى المراتب العلمية، مما يُتيح لهم اكتساب فرص واسعة في أرجاء العالم، مثل أمريكا وبريطانيا، ليصبحوا مصدر فخر لوطنهم بين الأمم.
ولا تقتصر مساهمة الشباب على التعليم فقط، بل تمتد إلى العمل التطوعي في المجتمع، والمشاركة في الفعاليات المحلية وتنظيم البرامج، مما يبرز إبداعهم وفكرهم في دفع عجلة التقدم. وكما قال الشاعر:
“وهبت شبابي والشباب مضنة ** لأبلج من أبناء عمي أروعا”.
ويظهر دورهم جليًا في حماية البيئة، مثل تنظيم حملات تنظيف الشوارع وبرامج التوعية. إضافةً إلى ذلك، يسهمون في تطوير المهارات الفنية للطلاب من خلال دعمهم وتوفير الفرص لهم لتطوير مواهبهم. كما يظهر الشباب في أوقات المحن، كما حدث في مناطق ولاية كيرالا “وايناد” و”ملابورم” أثناء الانهيارات والزلازل والطوفان عام 2018، حيث فقد الناس مساكنهم ومواردهم، فهب الشباب لمساعدتهم بجمع التبرعات وتقديم المأوى والطعام.
إذا وُجد الشباب الناجحون في البلاد، امتلأت الأجواء بالخير والتسامح والإبداع. وهم بمثابة قادة المستقبل الذين يلهمون الآخرين بأفعالهم وطموحاتهم.
*الشباب في رؤية الإسلام*
الشباب في الإسلام مرحلة ثمينة وهبة من الله عز وجل، إذ تمثل فترة القوة والعقل السليم والقدرة على التعلم والعمل. وإذا أضاع الإنسان شبابه في اللهو والبطالة، فقد أضاع فرصة عظيمة لا تُعوض. يقول الله تعالى:
{قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} (الأنبياء: 60).
وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك”. ففي هذه المرحلة، يجب على الشباب استغلال طاقاتهم في العمل والعبادة، لأن الشيخوخة تأتي بالضعف والعجز. كما قال الله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} (الروم: 54).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ونصرني الشباب”. هذا يدل على أهمية الشباب في بناء الأمم، فقد كان أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الشباب الذين حملوا رسالة الإسلام وأعلوا رايته.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: وشاب نشأ في طاعة الله”. فالشاب الذي يلتزم بطاعة الله في مرحلة الشباب، رغم مغريات الدنيا، هو شاب مميز عند الله.
في الختام، نفهم أن الشباب فرصة عظيمة للعمل والاقتراب من الله، وخدمة المجتمع بقوة وإبداع، لتحقيق رضا الرحمن وصنع مستقبل مشرق. نسأل الله أن يوفقنا وإياكم.