أخبار

بيان” مناصرة فلسطين” في اعتصام الكلمة سلاح..الصمت اعتراف

بيان جمعية (مناصرة فلسطين) البحرينية ألقتها السيدة جهينة القائد،  في اعتصام ” الكلمة سلاح..الصمت اعتراف” المنظم في البحرين بمنطقة العدلية،يوم الجمعة الماضي الموافق 11 أبريل 2025.

نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين ..ناصر المجاهدين ومذل الطغاة المتكبرين

والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد  وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده وبعد

أيها الأحرار، أيها الضمائر الحية .. ها هي فلسطين تُذبح وتُحرق وتُباد أمام أعين العالم  وها هم أطفال غزة يُدفنون أحياء تحت الأنقاض تُقطّع أطرافهم، تُحطّم رؤوسهم، تُفقأ أعينهم، يصرخون فلا يسمع أحد .

أربعون ألف طفل، بل أكثر، أكثر بكثير رحلوا ولم يعرف أحد هل بكوا طوال الليل مثل هند؟ هل صرخوا بأعلى أصواتهم يستغيثون قبل أن ينفغوا أنفاسهم الأخيرة؟ يستصرخون أمتهم؟ كيف كانت لحظاتهم الأخيرة؟ هل توقفت قلوبهم الصغيرة التي ما استطاعت تحمل صوت القصف وجحيمه من الخوف؟  أم هل احترقت أجسادهم حتى الموت وتفحمت؟ أم هل قتلوا ببطء تحت الأنقاض؟ أم هل قتلوا ببطء تحت الأنقاض وهم ينتظرون من يوقظهم؟  أم هل قتلوا جوعاً بسبب منع العالم إدخال الغذاء إلى غزة؟  أم عطشاً أم من ألم العلاج دون مسكن؟  أيها الصامتون، أيها المتواطئون ..أنتم الذين تعترفون بالمحتل الإرهابي ،أنتم الذين تغلقون المعابر وتشاركون في حصار شعب أعزل.

أنتم الذين تزودون آلة القتل بالوقود والسلاح ، تذكروا حينما تحشرون يوم القيامة، وتسألون عن كل طفل قتل بسببكم، عن كل عائلة أبيضّت تحت القصر، حينها تذكروا صرخاتكم واستغاثتكم، حينما تغلق عليكم أبواب جهنم مع القتلة، فلا ينفع الندم، إنها عليهم مؤصدة ،غزة تحاصر، تجوع، تقتل  ليس لذنب إلا لأن أهلها يرفضون أن يسرق وطنهم، إلا لأنهم يحبون أرضهم أكثر من حياتهم.  فكيف لكم أن تناموا وفي ضمائركم جثث الأبرياء؟

كيف لكم أن تتصالحوا مع قتلة الأطفال؟ انتظروا غضب الله الذي لا يرد عن القوم الظالمين؛ فكل دم سفك، وكل طفل قتل، وكل صرخة أهملت ستكون وقوداً لعذابكم في الدنيا قبل الآخرة،  فوالله ما من جريمة ترتكبونها إلا وستدفعون أمنها (3:02) غزة تقاوم والشهداء يشهدون  فإما أن تكونوا مع الحق أو تكونوا من جلاديه، فمنذ أكتوبر عام ٢٠٢٣ وحتى هذه اللحظة وغزة تساق إلى الجحيم كل يوم، وتعيش أهوال يوم القيامة كما يصفها الناجون والصامدون،  رغم القصف والإبادة في كل يوم، بل وفي كل لحظة تقصف البيوت وتهدم على رؤوس من يحاولون الاحتماء بما تبقى منها، تباد العائلات وتمحى كاملةً من السجلات، ويذبح الأطفال وهم نائمون في أحضان أمهاتهم  .تقصف الحياة حرفياً بقصف رجال الدفاع المدني ، وهم من ينتظرهم الناس لإنقاذ من بقي على قيد الحياة وبذلك يقتلون الأمل، أي أمل في البقاء على قيد الحياة كل ذلك بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة .

وعلى مرأى ومسمع من هذا العالم الظالم المنافق المتخاذل، تستهدف المستشفيات ويغتال الأطباء وهم يجبرون العظام، ويسعفون الأرواح ويقصف الصحفيون والكتاب وهم يحاولون نقل جزء يسير مما يحدث هناك من جرائم وحشية) يرتكبها الاحتلال ، ويقتل المصلون ويهدم ما تبقى من المساجد والكنائس، وحتى المقابر فلم يسلم من هذا العدو حي ولا ميت حتى الأماكن المحرمة والمقدسة لم تسلم من وحشية المحتل.  هذا الكيان لا يعرف إلا القتل، ولا يعترف بالأنظمة والقوانين التي يبدو أنها وضعت لنا وعلينا فقط، أيها الواقفون على صراط الكرامة، إن ما يجري في غزة ليست حرباً بل استئصال كامل للحياة؛ مشروع إبادة منفذ على الهواء مباشرة ولا يرده ولا ترده حكومات عربية ولا إسلامية، ولا يرده مجتمع دولي، ولا توقفه منظمات حقوقية، ولا أي جهة ولا شخص يجرؤ على ردع هذا العدوان الهمجي البربري؛ لأن هذا العالم لم يعتد مع الأسف  النظر إلى دمائنا إلا كإحصائيات، وإلى أطفالنا إلا كأرقام، ولكننا رغم الخيانة والتخاذل ،نعلم أن الكلمة قوة ، وأن موقفنا واجب إنساني وديني وأخلاقي، فكيف لنا أن نصمت ودماء الأبرياء تسيل كل يوم من بين أنقاض غزة.

أيها الأحرار..  الكلمة سلاح والكلمة فعل،  والكلمة حياة، والكلمة مقاومة.  والصمت مهما تزخرف وتجمل فهو اعتراف، بل وخيانة لدم الشهيد، وخيانة ليد الطبيب المبتورة، وخيانة لطفل فقد عينيه وما زال يبحث عن وجه أمه بين المكان.

أيها الأحرار..  من قال كلمة حق في وجه الجائر المجرم فقد قاتله ،ومن صمت فقد صافحه ،فسلام على من قال كلمة وهو يعلم أن الكلمة قد تكون أقوى من الرصاصة؛ لذلك يجب علينا أن نصدح بالحق، والحق هو أن إسرائيل كيان مجرم قاتل إرهابي بربري  لا يعرف قانون ولا إنسانية ولا يحترم شريعة.  كيان أسس على الإغتصاب وتوسع بالقتل، ويريد أن يثبت نفسه بالإبادة والإرهاب.  وأن مصيره هو وأعوانه الزوال والبوار.  وأن المقاومة حق ومصيرها النصر،  فلتكن كلماتنا صولة عليه،  ووقوفنا جدارا في وجه مذابحه . ومقاطعتنا طعنة في صدر اقتصاده ، ونشرنا للحق كشفا لقبحه.

استمروا يا أحرار الأمة في المقاومة، استمروا في الاعتصامات والمقاطعة والنشر؛ فإن كل سكوت خيانة، وكل تخادل طعنة في ظهر المقاومة.  والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى