بيان”مقاومة التطبيع” في اعتصام “للحرية الحمراء باب”

بيان الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، في اعتصام “للحرية الحمراء باب” المنظم في البحرين بمنطقة العدلية، الجمعة  الموافق 18 يوليو 2025.

نص البيان:

الأخوات والأخوة،

أهل فلسطين في البحرين،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

صرحت يوم الثلاثاء الماضي مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أنها رصدت استشهاد 875 فلسطيني خلال الأسابيع الستة الماضية عند نقاط توزيع المساعدات التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” المشبوهة والمدعومة من قبل أمريكا والكيان الصهيوني، وأيضا سقطوا قرب قوافل إغاثة أخرى من بينها قوافل تابعة للأمم المتحدة!

طالبت منظمة أطباء بلا حدود، بداية الأسبوع، بوقف نشاط “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، معتبرة أنها تتسبب “بمجازر متكررة”، كما اتهمتها بإهانة الفلسطينيين للحصول على أدنى متطلبات العيش.

وقالت أطباء بلا حدود في بيان إن مؤسسة غزة الإنسانية التي بدأت نشاطها الشهر الماضي “بدعم وتمويل من إسرائيل والولايات المتحدة صممت لإهانة الفلسطينيين بإجبارهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الحد الأدنى من الاحتياجات”، وطالبت بوقف نشاطها “فورا”.

وأشارت إلى أن “أكثر من 500 شخص قتلوا وأصيب نحو 4000 آخرين أثناء توجههم إلى مراكز التوزيع للحصول على طعام”.

ويقول منسق عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة أيتور غياسكوا، أن “مواقع التوزيع الأربعة، وكلها في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية بشكل كامل بعد نزوح سكانها قسرا، يبلغ حجمها حجم ملعب كرة قدم وهي محاطة بنقاط مراقبة وسواتر ترابية وأسلاك شائكة. مدخلها المسوّر لا يسمح إلا بنقطة وصول واحدة”.

وأضاف “إذا وصل الناس مبكرا واقتربوا من نقاط التفتيش، يُطلق عليهم النار. إذا وصلوا في الوقت المحدد وكان هناك عدد كبير جدا من الأشخاص وقفزوا فوق السواتر والأسلاك الشائكة، يُطلق عليهم النار. إذا وصلوا متأخرين، فلا ينبغي أن يكونوا هنا لأنها تعد منطقة تم إخلاؤها، فيُطلق عليهم النار”.

وقال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتريش:

“يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وأسرهم. يجب ألا يكون البحث عن الطعام حكما بالإعدام”.

تخيلوا معي، حصولك على وجبة طعام قد تعني قتلك! هذا هو تصريح الأمين العام لمؤسسة الأمم المتحدة العاجزة!

تخيلوا معي، أول شحنة وقود تدخل قطاع غزة المحاصر منذ 130 يوماً! نعم بداية هذا الأسبوع دخلت أول شحنة وقود إلى قطاع غزة منذ 130 يوماً!

تخيلوا معي، أن الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، والمحتجز لدى الكيان الصهيوني منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، يتعرض لما وصفته وزارة الصحة الفلسطينية إلى “تعذيب وحشي خلال التحقيق، والضرب بشكل متواصل وفقد 40 كيلوغراماً من وزنه، ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم وضعف في عضلة القلب”، مشيرة إلى أنه “في حالة صحية صعبة جداً، ويعاني من الحرمان المتعمد من العلاج”.

إنها حرب إبادة متكاملة الأركان ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تجويع وقتل وتهجير وحصار أمام مرأى ومسمع العالم ومؤسساته العاجزة وأمة خانعة.

لن نتحدث عن التخاذل العربي غير المسبوق، فمظاهر الانهزام والتخاذل والتواطؤ واضحة للجميع. اننا اليوم امام تحدي وجودي في مواجهة كيان صهيوني توسعي، وجودنا كأمة يمر في مرحلة مفصلية، نعم وجودنا كأمة وليس ككيانات قطرية، وظيفية، هامشية، منقسمة على نفسها مع انهيار مشاريع الدولة الوطنية، لتتصاعد فيها الهويات الفرعية وتضائل دولنا أمام مشاريع مشبوهة تحت عناوين الإصلاح الاقتصادي، مراجعة المناهج التعليمية، الازدهار، والتسامح، والسلام.

وهنا من المهم الإشارة إلى العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، هذه العمليات البطولية التي مرغت انف العصابة الصهيونية في التراب وأذاقتهم مرارة الانكسار والهزيمة وبدأت جحافلهم بالتراجع عن بعض مواقعهم برياً والاعتماد على الضربات الجوية والمدفعية وانتشرت أخبار انتحار ضباط وجنود الاحتلال.

اننا في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني نطالب شرفاء العالم بممارسة الضغوط على الحكومات المتواطئة مع الكيان الصهيوني، ان ما يحدث في غزة اليوم وحصار وتجويع ما يقارب المليونين انسان هو جريمة متكاملة الأركان ووصمة عار في جبين الإنسانية في عالم يدعي احترامه أن حق الحياة حق مقدس للإنسان.

اننا في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ندعو حكومة البحرين لإلغاء اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني، هذه الاتفاقية التي تمثل حملاً ثقيلاً على صدر الشعب البحرين المناصر التاريخي لحق الأشقاء في فلسطين منذ “ثورة فلسطين الكبرى” في عشرينات القرن المنصرم وتكالب قوى الغرب الاستعماري عليه.

وفي الختام، اصمدوا ولا تهنوا ولا تحزنوا، فتحريرها كلها ممكن، وتحريرها كلها قد بدأ.

اننا هنا اليوم ونحن على العهد، عهدنا أن تتحرر فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر، عهدنا أن تتوحد هذه الأمة، عهدنا أن نحفظ دماء شهداء فلسطين والأمة العربية.

عاشت فلسطين، كل فلسطين حرة عربية مستقلة من البحر إلى النهر..

المجد والخلود لشهداء أمتنا..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.