ثقافةمقالات

مقاربة لرواية الصامت للكاتب شفيق التلولي

مقاربة لرواية الصامت للكاتب شفيق التلولي

بقلم: د. محمد إسماعيل حسونة/ أكاديمي فلسطيني 

هذه القراءة أردتها أن تكون هكذا؛ لأنَّها يجب هكذا تكون.
الاستهلال بالاستهلال وبالمشاهد المتشابهة:
يستهل الكاتب أمين رواية الصامت بما استهل الصامت مخطوطته “في بلاد لا تبعد كثيرًا”، “في بلاد ليست بعيد”، فالجامع بين هذه البلاد هو القرب، والقرب هنا مادي “جغرافي”، ومعنوي، وفي الوقت ذاته معرفة تفصيلية بما يجري في هذه البلاد وماضيها واستشراف مستقبلها.
وهذه البلاد الغير بعيدة في رواية الصامت تدخل في مشابهة مع خلق الأرض على وقع التفاحة، فكلتاهما لم يرهما الكاتب وكلتاهما موغلتان في القدامة والبدايات الأولى للحياة، فهذه البلاد البعيد قد خلقت مع الأرض التي دحيت على وقع التفاحة في السيرة الأولى، وينسرب إلى الاستهلال التفاحة، ولكن ليس على وقع بل على قضم، فالوقع زامنه وهي الأرض ووقع القضم عن آخرها بداية السير في البحث عن الجذور “جذور الشعب الفلسطيني في هذه الأرض”.
صراع الأسرار “سر المخطوطة، وسر الحبِّ الذي يجمع أسير بمحبوبته”:
فالراوي “أمين” كان أمام مشروع روائي يكشف سرَّ الحب الذي يجمع أسير بمحبوبته، فيتزوجها من خلف القضبان، ويأتي بنطفة من صلبه يهربها من ثقوب الشباك خلال زيارتها له لينجب حياة أخرى من دون أن يلتقيا على أمل البقاء في أرض أضحت تنهشها الوحوش الأدمية.
ولكن شريط حكايات الجدة القديمة – على الرغم من مقاومته إلا أن نظرته إلى قاع البئر الرهيبة عندما كان صغيرًا قد عصفت بكيانه وأثارت لديه الفضول للبحث عن سر البئر وشجرة الجميز وروح المنسي التي تسكن البئر وسر المخطوطة، وهذا الشريط الحكائي من طرف الجدة القديمة لم يكن لتزجية الوقت أو الترفيه، بل البحث عن أصول وجذور الوجود والتاريخ وكشف سر المخطوطة الذي هو كشف سلالة وشجرة العائلة الممتدة عبر التاريخ.
صحيح إن مشروعه الروائي الساعي إلى كشف سر الحب الذي جمع أسيرًا بمحبوبته فيه بحث عن امتداد ذاتي، وهو بحث في تجربة ذاتية عاشها الكاتب، ولكن السرَّ الآخر سر المخطوطة بحث عن وجود جمعي في سياق ضياع وتشريد وهجرة ولعنة عاش الكاتب أثارها، ويمكننا الادعاء بأن السر في المشروع الروائي الأول هو من أبجديات المخطوطة – ولو ضمنيًا– التي يجتهد الكاتب في البحث عنها.
ضغوط الكتابة والانفتاح على الموروث ونوافذ الحكي:
لقد استقر الكاتب على الشروع في رواية الصامت باحثًا عن أسرار المخطوطة والمنسي وشجرة الجميز والبئر الغويطة وعزف عن الكشف عن سر الحب الذي جمع بين الأسير ومحبوبته أو تأجيل البحث عنه إلى حين.
وهذا الاستقرار كان نتاجًا لسطوة قاسية من:
– مطاردة جدته صفية وجده المنسي وجده الأكبر الصامت خاصة بعد واقعة البئر في طفولته.
– زيارة فتاة الليل في منامه ونهاره.
وهذه الملحاحية في المطاردة والزيارة خرجت أثارها إلى حيز الفعل عن طريق تساؤلات: هل حقًا كلمني جدي المنسي أم خيالات الطفولة أم أضغاث أحلام؟ من أين أبدأ؟ أم أشدُّ الرحال مسافرًا أم أستبقِ أم أتأمل أم أسترجع، أين جدتي، أين زائرة الليل؟
للمساعدة في الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها سلك التلولي مسلكين:
الأول: الاطلاع على الروايات السحرية الشهية، والاطلاع على الأدب الفلسطيني المعاصر: يحيى يخلف، غسان كنفاني، محمود درويش.
وأما الأخرى فهي متمثلة في تعدد نوافذ الحكي، وذلك على النحو التالي:
– عن طريق الجدة، الجد الأكبر الصامت، الباحثة دالية الكرمل، فتاة الليل، استرجاع الجدة، بعض السوريين، حكاء سوري، المخطوطات السورية والمصرية – عن طريق امرأة أخرى – صندوق الذاكرة، الطاعن في حكام الخضر، أم سوسن، العم الحاج عبد المطلب، البدوي الكفيف، العجوز النوبية زوج الصامت.
هذا الاطلاع الثقافي وتلك النوافذ المتعددة تشي بعظم هذا السر الذي يبحث عنه الكاتب، وهو سر يحتاج إلى طاقات وقدرات إبداعية متميزة.

البئر وشجرة الجميز:
البئر دمراوي وشجرة الجميز فرعونية، وكلتاهما منغرستان في الأرض والزمان والتاريخ، وهما آيتان من آيات تأصيل الوجود وامتداده، وما يترتب على ذلك أقصد هنا “حق العودة”.
فالبئر ظاهرة بشرية موغلة في القدم، كما ورد في نص القرآن الكريم، وفي رواية الصامت لها دهشتها الخاصة، فقد انعقدت حولها أقاويل وحكايات مشوقة تارة ومخيفة أخرى، فقد روى أنه تصدر منها أصوات للمنسي الحاكي المحكي الذي يبث الطمأنينة في القلوب “لا تخف” ودعواتهم لهم عدم الهروب والتخلي عنه وعن شجرة الجميز وعن البئر التي فيها حكاياتهم، فإن فعلوا ذلك ساحوا في الأرض وغدوا غرباء وتشتتوا ولن يجدوا من يجمع شملهم.
• من هذه البئر تتعالى قهقهات ساحرة من صيحات وطلقات حرس الحدود وصدى صوت ظل يتردد في المكان “أعيدوني، أعيدوني، روحي هنا وجسدي هناك”.
• بسبب روح المنسي التي تسكن البئر وما يحل بالصهاينة كلما اقتربوا منها رسموا حدودهم إلى ما بعد البئر التي عدوها مصدر لعنة لهم، وبذلك ظلت البئر وبيوت آل (الدمراوي) خلف حُدودهم وأثروا (أي آل الدمراوي) عدم الرحيل عنها على الرغم من الخطر المترتب على ذلك جراء قربهم من تلك الحدود.

شجرة الجميز:
وكما للبئر في هذه الرواية دهشتها الخاصة، فإن شجرة الجميز تكسر أفق انتظار المتلقي؛ نظرًا لمعطيات ومواصفات حملتها في هذه الرواية وهذه المواصفات:
• يُحظر الاقتراب منها وقت أن تثمر، فهي تحمل سنويًا سبعة بطون وفي كل بطن تثور أغصانها وترتعد عند المخاض ويخرج منها (طيفٌ).
• صفير ريحها ينقل ذبذبات لغة مغايرة للعربية تعود إلى موميات دفنت في أرضها التي نقلت منها إلى فلسطين.
• الروح التي استوطنت هذه الشجرة تخرج من البئر المجاورة تتعالى أناتها ليلًا وتحفت فجرًا فيتحاشاها المارة ويبتعدون عنها.
• هذا الخوف والابتعاد قد طال الصهاينة المحتلين فلا يدخلون في موسم حمل الجميز وهي محرقة عليهم وأوقفوا اقتلاعها وتركوها ولو جاءت في منتصف الشارع وحرس الحدود لا يطيقون الخدمة في مكانها والبئر، وإن حاول البلدوزر أن يكسر ذلك فبعد وفاته ترك ابنه القرية وما فيها حتى نفق وهلك ما فيها.
• شجرة الجميز مستودع الأسرار فهي المكان الذي كان يحتفظ فيه بالذخائر، والذي اختبأت فيه المخطوطة، والذي أعيدت إليه المخطوطة كما أوصى الصامت بعدما سقطت القلاع وانهزم جيش الإنقاذ العربي.

المخطوطة وهوامشها من الإخفاء إلى الاكتفاء:
قبل الحديث عن المخطوطة إخفاءً واكتفاءً أرى ضرورة تشكيل خلفية مكتوبة تشوِّر إلى المنسي الصامت وإلى خط سير المخطوطة والبحث عنها؛ لأن مثل هذه الخلفية تساعد كثيرًا في استيعاب الدلالات المتحركة للمخطوطة من الإخفاء إلى الاكتفاء.
“المنسي الصامت” مقاتل مقاوم قاتل إلى جوار عبد القاهر الحسيني في القسطل وإلى جوار عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني وأخيرًا إلى جانب عبد الناصر في معاركه في فلسطين، وبعد هذا الزمن الروائي توقف الفعل المقاوم”.
وخط سير المخطوطة أو خط سير البحث عنها وسرها خط ديني خالص غير مسيس فهو ما بين المزارات والمقامات والأولياء والدراويش والفرسان وفي مناطق نائية عن مراكز اتخاذ القرارات السياسية أي جماهيري شعبي ديني.
موقف الكاتب المتدحرج من هذه المخطوطة وسِرَّها:
• لام الكاتب الجدة التي ترميه بشريط حكاياتها كلما اجتاحه طيف الكتابة عن الأسير ومحبوبته “لا لن أنجرف مع حكاية جدتي الداعية إلى الكشف عن سر المخطوطة”، هذا اللوم والنهي له دلالته العميقة الماثلة في انشغالات الكاتب الأنية الملحة في هذا الواقع الجديد البعيد عن المخطوطة وما فيها.
• ملحاحية قاع البئر الرهيبة على الكاتب عندما كان صغيرًا أثار فضوله في البحث عن السر الأوسع في البئر، الجميزة، روح المنسي، المخطوطة، هذا الارتداد له أيضًا دلالته الكاشفة لزيف الواقع وخداعه الناتج عن الاتفاقات والمعاهدات، وهذه الملحاحية جعلته يقرر التوقف عن استكمال مشروع الروائي الجديد والشروع في البحث عن سر المخطوطة الذي حثته على القيام به الجدة وزائرة الليل.
• المعرفة السطحية للكاتب عن المخطوطة، وهي معرفة لم تتعدَ إلقاء أبيه للمخطوطة صوب بيت عمه ليلة الاعتقال، وبعد زمان مات ابن عمه سليم الأعرج الذي تلقفها واحتفظ بها ومعاودة أبيه المطالبة بها من أخيه الأصغر لكنه أنكر أن تكون بحوزته حتى مات وهو يبحث عن هذه المخطوطة “ملحاحية أمين الكاتب للحصول على المخطوطة بخلاف استسلام الأب” (ملحاحية لها دلالته على عدم التفريط والتنازل).
• قناعة الكاتب والآخرين بمشروعه البحثي “ما قاله ابن العم: “أمنحك تلك المخطوطة لأنك أقنعتني بمشروعك البحثي الذي يحفظ لنا حقنا وإرثنا”.
الجنكية أم سوسن والأعرج سليم:
سليم الأعرج مات قابضًا على المخطوطة: “لا تفرط في هذه المخطوطة لما لها من أهمية إنها أمانة الأجداد ووصية الصامت وخريطة الطريق لذريتنا ونسلنا من بعدنا”.
أم سوسن ابنتها سوسن التي استشهدت مع فدائي الثورة الفلسطينية خلال حرب لبنان، هي التي احتفظت بالرسالة في إحدى المواسير الحديدية التي يعترشها ألواح صفيح بيتها “خذ أمانتك يا بني وامضِ في طريقك، بذلك لم يبقَ لي من سوسن أي شي”.
سليم الأعرج وأم سوسن الجنكية لهما دلالة واضحة، وهي أن حق الوجود في أرض فلسطين وحق العودة جزء لا يتجزأ من عقيدة الفلسطيني الأعرج أو الجنكية.
هذيان ولاوعي الصامت عند كتابة المخطوطة:
يقول الصامت: “لست أدري أنا من يكتب، كيف أكتب كلمات غير مفهومة، وكان لا يتوقف عن التشكيك إلا عندما تصفه ناعسة زوجته بأنه هو الذي كتب وتسوق له الأدلة والبراهين”، هذا الهذيان واللاوعي عند الصامت مقصود وهدفه نقل ما ورد في المخطوطة إلى عالم الأحلام والهذيان، ولكن يقظة الزوجة ناعسة يمثل ارتدادًا عن ذلك ودحضًا له.
سؤال دالية الكرمل: كيف لغزة أن تفتح أبوابًا مهمة من المعرفة وجواب الكاتب أمين لنوع ذلك جانبًا، أظنُّ أننا سنكتشف ذلك سويًا في مخطوطة الصامت؟
هذا السؤال وجوابه له دلالته؛ لأنه يضع غزة في منظومة ما ورد في المخطوطة الأمر الذي يشي أن غزة وما معها لا يكفي، ويعد خروجًا واضحًا عن ما ورد في المخطوطة، بمعنى أن العودة إلى غزة هل يستغرق كل متطلبات حق العودة؟ وهل غزة بما وصلت إليه في هذه الآونة قادرة على استكمال طريق التحرير والعودة الكاملة؟
ما همس به الصامت وقاله:
– كلام الصامت للشيخ سلامة: المنسي خليفة الصامت من ذريته ليس بمقدور أحد أن يغلبه لا تعصوه فتحل اللعنة (أي ضرورة السير على نهج المنسي المقاوم وإلا وستحل اللعنة).
– همس الصامت إلى المنسي: عدم ترك المكان والابتعاد عنه وإن ابتعدت فلتعد وإن مت فقل فلتعد (خطاب متجه إلى الأجيال ضرورة الموت من أجل العودة الكاملة).
– ما همس به الصامت من المقام لأمين: لا تعد إلى قبل أن يستريح المنسي فإن أرحته عُدْ إليَّ.
– وما همسه إلى دالية الكرمل: رفض أن يعيد المخطوطة وقال لها أبقيها في صورة صديقك فيوما ما سيعيدها إن عاد المنسي.
– الدلالة: (رهن العودة للصامت براحة المنسي ورهن عودة المخطوطة إليه بعودة المنسي؛ أي أن العودة هي المطلوبة.
ما كتب على جدران زاوية الصامت:
“هنا يرقد الصامت المنسي من فلسطين، لا تنسوه من الدعاء، هنا يرقد إلى أن ينام هناك” (العودة إلى فلسطين).
ما قاله الصامت مخاطبًا ابنه:
“أنا المنسي من فلسطين إن مرَّ لي الفاتحون من قومي فليحموا رفاتي ويلقوه في تلك البئر، تبدد اللعنة التي حلت بقومي، تشرق الشمس وتنجلي حروف مخطوطة الصامت تلك هي رسالة المنسي”.
ولكن المفارقة الدالة على الاكتفاء من الكاتب أمين والتي يعكسها سؤال: كيف لي نقل رفات جدتي ونثرها في تلك البئر، قبضت حفنة تراب وقررت العودة إلى البئر؟
فالسؤال الذي يطرحه أمين يعني أن هنالك قيودًا متنوعة قد فرضت عليه الاكتفاء بقبضة تراب إلى جوار الضريح، وهل هذه القبضة التي تشير إلى العودة – كامنة لتبديد اللعنة التي حلَّت بقومه، وهل تكفي لأن تشرق الشمس وتجلي حروف مخطوطة الصامت؟
تنوع مكونات مخطوطة الصامت:
تضعنا الرواية أمام ثلاث نسخ من المخطوطة:
– نسخة المنسي: وهي نسخة قد طالها التزوير من قِبَل الصهاينة والإنجليز؛ وذلك للتخلص من أثر تاريخي يدعم جذور الفلسطيني في أرضه ويمهد لاستقبال حدوث اللعنة في فلسطين بالتشريد وإقامة دولة الكيان.
– نسخة العم عبد المطلب في الشرقية: وهي نسخة أعيد صياغتها على اعتبار أنها وثيقة اجتماعية تحدد ورثة الأملاك والأطيان.
– نسخة الصامت: وهي نسخة مبهمة مليئة بالدوائر والرموز، الأمر الذي دعا أمين للاستفسار وما أعقبه من دوار أصابه فعلله بأن ما ورد في المخطوطة مغاير تمامًا لما نحن واستكمال حلقات حكايا الجدة لتأصيل الوجود والحق.
الجدل حول المخطوطة:
يقول الصامت: “حين يرحل بركات، يرحل مخلفًا من بعده مخطوطة تتجادل حولها أجيال متلاحقة لما فيها من كلام منهم لا يفهمون منه غير ما يريدون، وهذا الذي يريدونه يأتي فيما اعتادونه من الطرق السهلة للخلاص”، رأي الكاتب أمين: فهم يظنون أن المخطوطة طوق نجاة، فريق يرى فيها إثبات لما خلفه الصامت من أملاك وأطيان وآخر يرى فيها تذكرة مرور للسكينة”، هذا رأي جاء في إطار اللغة الأدبية، بينما اللغة التأولية ترى دلالة أعمق من ذلك، فهي ترى الاختلاف حول بدائل هذه المخطوطة فيما عُقِد من اتفاقيات ومعاهدات، فمن قَبِلَ بذلك توزع ما بين طامع وراضٍ بالسكينة فقط.
من نصوص المخطوطة:
“إن هذه الأرض سوق تشهد لعنة ذات هجرة لن تشفى منها البلاد، ولن يبرأ منها العباد حتى يجيء من يكشف سر الخلاص ليكون ترياقًا يعيد الروح إلى الأرض الخربة”.
فهل جاء الترياق، وهل عادت الروح إلى الأرض الخربة؟
ما آثار هذه المخطوطة في نص رواية الصامت؟
– استهلالها بما استهل به الصامت روايته كما أوضحنا.
– اللاتفريط العنوان الأساسي فيها انعكس على عدم ارتياح الكاتب أمين لبيع النساء ثيابهن المطرزة التي يسرقها الصهاينة هي والتراث الفلسطيني.
– استهجان أمين بيع أخوة سليم الأعرج بعد موته مقتنياته القديمة، وهذا البيع جاء معاكسًا لدعوة سليم الذي مات قابضًا عليها قائلًا لا تفريط بالأمانة.
– ملحاحية الابن أمين في الحصول على المخطوطة بخلاف استسلام أبيه لنكران أخيه وجود المخطوطة.

زر الذهاب إلى الأعلى