“غزةُ تُكبّر… والدمع يُؤمّن”

د. رابعة محمود الدريملي
العيدُ يأتي… لا يسألنا إن كنّا مستعدّين، لا يستأذن الركام، ولا يبدّل موعده لأننا مفجوعون ومجوعون ايضا.
يأتي… ونحن نحمل على أكتافنا ما لا تحمله الجبال، ونُخفي في صدورنا نداءات من رحلوا قبل أن يشتروا كسوة العيد.
يأتي… على وقع التكبيرات التي تختلط بأصوات الطائرات، على رائحة الخبز الحافي، والملح الذي نرشّه على جراحنا كي لا ننسى أننا أحياء.
لكننا، ورغم كل شيء، نُكبّر.
نُكبّر لنُسمع الدنيا أننا هنا.
نُكبّر لنردّ على الموت بالحياة، وعلى الحرب بالتكبير، وعلى النار بأننا ما زلنا نحبّ، ونحلم، ونُعيّد.
في غزة، لا نشتري فرحة العيد… نحن نخيطها من ضوء، من دموعٍ ساخنة، من صور الشهداء الذين نزيّن بهم موائدنا الخالية.
نعطي أطفالنا عيدية من صبر، من دعاء، من وعدٍ أن القادم أجمل.
إلى كلّ أحبّتنا، في كل مكان، نقول:
كل عامٍ وأنتم بخير، ما استطعنا إلى الخير سبيلًا.
كل عامٍ وأنتم أقرب إلى غزة، إلى فلسطين، إلى جرحها المفتوح، وإلى أهلها الذين يُقابلون الحرب بالتكبير.
هذا العيد ليس كغيره،
لكنّ الله هو هو.
ورحمة الله أوسع من الحرب،
وأقرب من وجعنا،
وأصدق من كلّ العالم.