
“الحضور السلبي”.. روحك تسافر في عالم آخر مختلف
بقلم: سهام السايح/ فلسطين
“الحضور السلبي” هو تتفكك روحك عن جسدك عند وجودك بمكان معين، كأنَّ روحك تسافر في عالم آخر مختلف تمامًا، تعاني خلالها قلة التركيز، وعدم التناغم مع الموقف أمامك، وتشعر بصعوبة التنفس كأنَّ الأوكسجين نفد من المكان، هي لحظات باردة هشَّة.. هشَّة جدًا، كأنَّك ذرات تراب تتلاشى أمام سكبة صغيرة من الماء.
لماذا نشعر بذلك؟ ربما نعاني من مشكلة الهجران النفسي، أو أنَّنا لم نضع راحة قلوبنا في المقام الأوَّل من الأولويات، أم أننا لم نستطع ترتيب القائمة بحكمة وبعد نظر، لربما كنا ضالين عن بعض الأمور، أو أنَّنا لم نتقن ثقافة المصارحة، ونعاني إلى الآن من شبح الاعتراف بشعورنا الحقيقي، لربما تنقصنا بعض الجرأة، أو أنَّنا نجهل مصدر سعادتنا من أين. حان الوقت لنفكر بطريقة جديدة نقيَّة، اعتمد على لغتك الروحية دائمًا لتنقذ قلبك، ليس شرطًا أن يكون لكلِّ شيء في هذا العالم بداية ونهاية، انقذ نفسك من موج التحليلات المربكة، امتلك الجرأة في اتخاذ القرارات. لا تجلس أو تتحدث مع أشخاص لا ترتاح لهم ومعهم، كي لا تدخل في فلسفة الحضور السلبي، عدم حضورك أفضل بكثير من حضورك السلبي، ومن المهم أن تتخلى عن مبدأ المجاملة على حساب مشاعرك الشخصية. (أعتزل ما يؤذيك). هذه الجملة قالها أمير الرجال وأعدلهم، “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه حيث قال: اعتزل ما يؤذيك، وعليك بالخليل الصالح، و قلَّما تجده، و شاور في أمرك الذين يخافون الله”.