رأيتُ وأدمت فؤادي الصورْ على محجر العين تبدي الأثر وأكتم دمعة غيظٍ لها بريقٌ غريقٌ كضوء الفنر وأغمضُ عيني لئلا تشي فكم من حديثٍ حكاهُ النظرْ حلمتُ فتىً صامداً لم يجدْ دفاعاً عن النفس غيرَ الحجرْ ينادي العروبةَ/ ما من صدى ينادي الضميرَ/ وما من بشرْ فهل من مجيرٍ لقلبٍ غدا يُنبّشُ في الأرضِ؟ هل من مفرْ؟ ففي البحرِ قرْشٌ، وفي الأفق نسرٌ وفي الأرضِ ضبعٌ، يعدّ الخطرْ وما لَهُ درعٌ سوى جلدِهِ يقاومُ رشقَ العدوّ الأشرْ فإما حياةٌ تغيظُ العدا وإما إلى الجنةِ المستقرْ
صحوتُ من النومِ يا ليتني أسيلُ دماءً على المنحدرْ أعانقُ في كلّ يومٍ ردى وألمح روحي جوار القمرْ تُقطّعُ أشلاءَ لا تنتهي ألملمها قطعةً من سقرْ فتحملها طيرةٌ وصفُها أبابيلُ ترمي عليهم شررْ فتهلكَ نسل يهودٍ طغوا وتقطع دابرَهُم لا تذرْ فوعدُ الإله قريبٌ لنا ستنبئُ أحجارُنَا والشجرْ بأن العدوّ هنا كامنٌ فخذهُ ليُقْتلَ عمّا فجَرْ