طفل من غزة.. لا تنسوني

فريق البوصلة-اليمامة الجديدة
يا سماء هل تسمعينني؟ أنا طفل صغير من غزة، لا أفهم كثيراً ما يحدث حولي، لكنني أعرف أن اللعب قد غاب، وأن الضحكة صارت نادرة، وأن بيتنا لم يعد كما كان، وأن ألعابي ضاعت تحت الحطام.
كنت أحب مدرستي، أحب حقيبتي ودفاتري، لكن مدرستي الآن فيها ثقب كبير. يقولون إن صاروخاً زارها قبلنا. لماذا يا سماء؟ ماذا فعلت؟ وهل كنت سيئاً إلى هذا الحد؟
أمي تبكي كثيراً لكنها تبتسم لي كي لا أخاف، لكني أرى دموعها وهي تظن أنني نائم. أشتاق إلى حضنها حين تهتز الأرض من حولنا، وأتمنى لو يعود كل شيء كما كان، فقط كما كان. في الليل حين ينطفئ كل شيء لا أنام. أنظر إلى السقف وأتخيل أن هناك نجمة تراقبني، أحدثها بصوت خافت: هل ستقعين فوقنا أيضاً؟ أم أنك من النجوم الطيبة التي لا تؤذي أحداً؟
في الصباح أبحث عن صديقي رامي، لكني لا أجده. يقول أبي إنه رحل إلى السماء، فهل يمكنني زيارته هناك يا سماء؟ أشتاق إليه كثيرًا. كان يشاركني الحلوى، وكان يضحك بصوت عالٍ رغم كل هذا الحزن. أحيانًا أجوع، لكن أمي تعطيني حصتها وتقول: “أنا شبعانة”. أعرف أنها ليست كذلك، فأخبئ قطعة الخبز لأعطيها إياها حين لا تنظر.
وأحياناً أجلس قرب الجدار المكسور أكتب بالأصبع على التراب. أنا هنا لا تنسوني. يا سماء إن سكت العالم كله لا تسكتي. ارفعي صوتي عالياً فوق الغيم. قولي لهم إن في غزة أطفالاً لا يريدون سوى يوم بلا قصف، ليلة بلا خوف، وحياة صغيرة تشبه حياة الأطفال في كل مكان.
نص بقلم: منار السماك (شاعرة وكاتبة بحرينية).
إخراج ومونتاج:
أمينة إبراهيم (صانعة محتوى بحرينية).
عائض خالد عوض صبيح(إعلامي وصانع محتوى يمني).
لمشاهدة العمل يرجى زيارة صفحة حسابنا على الانستجرام:
https://www.instagram.com/p/DO8bGE5iF1z/


