NKRISLOT : SITUS SLOT777 WEBSITE PENCETAK REKOR KEMENANGAN TERBESAR 2025
NKRISLOT : Situs Slot Online Gacor & Slot777 Situs Gampang Menang Hari Ini
nkrislot
pakde4d
pakde4d
PAKDE4D : Situs Togel Online Hk Lotto Result Angka Togel Hk Paling Akurat
PAKDE4D
ملفات اليمامة

رغد الطويل: بائعة الكتب التي تقاوم الحرب بالكلمة

رغد الطويل: بائعة الكتب التي تقاوم الحرب بالكلمة

خاص – اليمامة الجديدة

في شوارع دير البلح المزدحمة بالنازحين، وبين أصداء القصف وظلال الدمار، تقف رغد منصور الطويل، شابة فلسطينية في العشرينيات من عمرها، تبيع الكتب على بسطتها المتواضعة. ليست هذه الكتب صفحات مطبوعة، بل هي طوق نجاة ونافذة إلى عالم بديل، حيث تصبح القراءة أداة مقاومة في وجه الحرب ومحاولة لاستعادة ما يسلبه الاحتلال من الروح الفلسطينية.

بداية الحكاية: قراءة تنبض بالحياة رغم الموت

بدأت علاقة رغد بالكتب منذ سنوات، لكنها تعمقت بشكل أكبر في ظل الحرب. تحديث رغد الطويل لمراسل “اليمامة الجديدة”:
“الكتب كانت ولا تزال جزءًا من حياتي، لكن مع الحرب، أصبحت أكثر من ذلك. بدأت بإعارة الكتب واستعارتها بين الأصدقاء، ثم ببيع بعض الكتب القديمة والمكررة، وبعدها فكرت في إنشاء بسطتي الصغيرة. لقد شعرت أن الكتب قد تمنحنا شيئًا نتمسك به وسط كل هذا الخراب.”

رغد لم تكتفِ بالقراءة لنفسها، بل قررت أن تنقل شغفها للآخرين، وتحوّل الكتب إلى مصدر للأمل في مجتمع يواجه أصعب الظروف، بمساعدة شقيقها الأصغر.

تحديات أكبر من الحرب

لم يكن الطريق سهلاً، بل كان مليئًا بالتحديات. من نقص الكتب إلى صعوبة التنقل في شوارع مكتظة بالنازحين، تجد رغد نفسها أمام معضلة يومية:
“في دير البلح، لا توجد طباعة جيدة، وغزة كانت تحتكر هذا المجال قبل الحرب. أغلب الكتب المتوفرة هي مستعملة أو شبه جديدة، وغالبًا ما أعثر عليها بمساعدة أصدقاء أو بأسعار مرتفعة. ومع ذلك، أصر على الاستمرار لأنني أؤمن بما أفعله.”

رغد ترى أن مشروعها أكثر من مجرد تجارة، فهو رسالة بأن الحياة تستمر، وأن الكلمة أقوى من الحرب.

القراءة ملاذ عاطفي وسط الخراب

بالنسبة لرغد، لا تعد الكتب مجرد وسيلة للتسلية أو المعرفة، بل هي مساحة للهرب من الواقع القاسي. تقول:
“في هذه الإبادة التي نعيشها، الكتب تذكّرنا أننا ما زلنا بشرًا. عندما أقرأ نصًا أو بيت شعر يصف الألم أو الأمل، أشعر بأن جزءًا مني لا يزال حيًا. الكتب تمنحني شعورًا بأن الحياة مستمرة، حتى لو كان الموت يحاصرنا.”

الكتب بالنسبة لها ليست فقط وسيلة للنجاة الشخصية، بل هي مرآة تعكس صمود الشعب الفلسطيني أمام محاولات المحو والطمس.

دور القراءة في بناء مجتمع مقاوم

تؤمن رغد أن القراءة ليست رفاهية، بل ضرورة، خاصة في أوقات الحرب. تقول:
“العدو يريدنا أن ننغمس في الجهل واليأس، لكن القراءة تعيد إلينا وعينا. المجتمع القارئ هو مجتمع حي، حتى في أقسى الظروف. من خلال القراءة، نستطيع أن نبدع، أن نقاوم، وأن نروي للعالم قصتنا الحقيقية.”

رغد ترى أن نشر الثقافة والمعرفة هو جزء من معركة الفلسطينيين ضد الاحتلال، وأن القراءة هي سلاح آخر في وجه محاولات طمس الهوية الفلسطينية.

رسالة للشباب الفلسطيني: احملوا القلم قبل السلاح

رغد، التي تصر على الاستمرار في مشروعها رغم كل الصعوبات، تحمل رسالة واضحة للشباب الفلسطيني:
“إقرأوا عن أنفسكم، عن تاريخنا وإرثنا، عن مآسينا وأحلامنا. نحن وحدنا القادرون على أن نروي قصتنا، فلا تنتظروا أن يكتبها أحد عنكم. القراءة هي البداية، وهي الطريقة الوحيدة لنؤكد للعالم أننا شعب حي.”

رغد الطويل: الأمل والمقاومة

في ظل هذه الحرب التي تُطفئ الأرواح، تضيء رغد شمعة جديدة في كل كتاب تبيعه. تجربتها ليست مجرد قصة فتاة تبيع الكتب في وقت الحرب، بل هي شهادة على قوة الإرادة الفلسطينية، وقدرة الشباب على الصمود والإبداع رغم كل التحديات.

رغد الطويل ليست فقط بائعة كتب، بل هي سفيرة للمعرفة، ورسولة للأمل، وشاهدة على أن الحياة تستطيع أن تنمو حتى في أعتى الظروف. قصتها تلهمنا جميعًا وتذكرنا أن النصر يبدأ بكلمة، وأن المستقبل يصنعه أولئك الذين يرفضون الاستسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى